أهمية دراسة تاريخ تطور العلوم، تطور علم الأوبئة أنموذجا.

يظهر عند العديد من المؤرخين وحتى الباحثين في تخصصات وميادين علمية أخرى، مدى اهتمامهم بدراسة تاريخ وتطور العلوم، هذا ما رسم نوعا من التكامل بين مختلف العلوم التقنية والإنسانية، وعليه أصبحت العديد من الجامعات تشجع تخصصات تاريخ العلوم من ذلك تاريخ الفزياء، الرياضيات، التكنولوجيا، الطب....، لأنَّ الاطلاع والإلمام الدقيق بسيرورة تطور العلوم، سيقودنا ودون عناء كبير إلى معرفة الاتجاه الذي ستسير عليه، وكذا تصحيح العديد من الفرضيات السابقة أو إيجاد حلول للإشكاليات التي استعصيت من قبل، والأدهى من ذلك نتمكن من استفاء المغالطات والهفوات السابقة. وبهذا تهدف هذه الدراسة لتسليط الضوء على سبيل المثال -لا الحصر- على تاريخ تطور علم الأوبئة، وما عرف هذا المسار العلمي من تطورات ونجاحات وكذا أزمات مست البشرية، وبذلك سنحاول الوقوف على أهم الانجازات العلمية وكذا العقبات الذي ظل يواجهها هذا المجال عبر مختلف الأدوار التاريخية.