تقييم بيانات الوفيات وتبيين دورها في الانتقال الديمغرافي في الجزائر

تتأثر الظواهر السكانية في المجتمعات النامية مثل الجزائر بشكل كبير ومباشر بالتغيرات التي تطرأ على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية، ودراسة أي ظاهرة منها كالوفيات يقتضي التطرق إلى جانبين أساسيين هما تقييم جودة البيانات ومدى توفرها وذلك من أجل إجراء دراسات دقيقة وموسعة تسمح بالوصول إلى نتائج علمية؛ خاصة مع توفر تقنيات التقدير غير المباشر الحديثة والمتوفرة للجميع. تتباين آراء الباحثين حول مسار الانتقال الديمغرافي في الجزائر فمنهم من يرى أنها في نهاية المرحلة الثانية وهناك من يرى أننا في المرحلة الثالثة، غير أن الجميع متفق على أن هذا التطور غير منتظم تماما بفعل تأثير مختلف الظروف التي مرت بها الجزائر خاصة منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي. وجدنا أن مسار الوفيات هو نفسه المتعارف عليه عند تحديد مراحل الانتقال الديمغرافي في الجزائر، غير أن بياناتها لا تخلوا من بعض العيوب، إضافة إلى أن أزمة عشرية التسعين أثرت مؤقتا على مسار تغير الوفيات وتزامنت مع بداية مرحلة جديدة.