تدهور الأراضي بالمنحدرات الجنوبية للجبل الأخضر، ليبيا

تم تقييم حالة تدهور الأراضي بالمنحدرات الجنوبية للجبل الأخضر حيث تم قياس وتقدير بعض الخصائص ذات العلاقة بتدهور التربة وقابليتها للانجراف. شمل التقييم قياس بعض المظاهر السطحية وعمق طبقة التربة وتقدير مكونات قوام التربة، الكثافة الظاهرية، المادة العضوية، ثباتية التجمعات، مقاومة التربة للاختراق ومعدل رشح الماء بالتربة وذلك بخمس مواقع مختلفة تم اختيارها لتحقيق أهداف الدراسة هي: المصيليبه، مراوه، قندولة (سيرة علياء)، قندولة (القريعات)، جردس الجراري (قصر المستاشي). أكد المسح الميداني لمظاهر التعرية السطحية وقياسات عمق طبقة التربة وجود عمليات التعرية المكثفة التي تتعرض لها عموم المنطقة والتي تعاني أصلا من تدهور الغطاء النباتي الواقي، مما سبب في تناقص سمك التربة. كما أظهرت خصائص التربة التي استخدمت كمؤشرات في هذه الدراسة مستوى مثير للقلق من تدهور التربة عند مقارنة الموقع الأكثر تدهورا (قصر المستاشي) مع باقي المواقع الأخرى الأفضل نسبيا، حيث لم يتجاوز عمق التربة 12.50 سم بقصر المستاشي مقارنة بقيم تزيد عن 16 سم في معظم المواقع، وعلى الرغم من الاختلافات النسبية بين المناطق، إلا أن الترب تحت الدراسة عموما كانت ضحلة جدا. كما سجلت المادة العضوية رقما منخفضا جدا لا يزيد عن 0.39% مقارنة بنسبة تزيد عن 1% في كل المواقع الأخرى، وسجلت نسبة تجمعات التربة الأكبر من 2 ملم قيمة لا تزيد عن 25% مقارنة بقيم تزيد عن 50% في معظم المواقع الأخرى، وكذلك الحال لمحتوى التربة من الطين والذي كان لا يزيد عن 18% مقارنة بقيم تزيد عن 21% في كل المواقع الأخرى، وسجلت قيم معدلات الرشح قيم لا تزيد عن 0.03 مم\دقيقة مقارنة بقيم تزيد عن 0.13 مم\دقيقة في معظم المواقع الأخرى. كما سجلت قيم مقاومة التربة للاختراق والكثافة الظاهرية ارتفاعا نسبيا مقارنة بباقي المواقع. في الواقع، يظل العمق الضحل للتربة عائقا أساسيا أمام عودة التوازن للنظام البيئي الطبيعي الهش للمنطقة ما لم تطبق إجراءات حفظ التربة والمياه بما يساعد على حمايتها وتحسين عمقها بمرور الزمن ويزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة التي يحتاجها النمو النباتي في تلك البيئات المتأثرة بمحدودية وتذبذب الهطول المطري.