الابتلاءات في طريق الدعوة إلى الله تعالى

الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن الله خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه،. ولما كانت العبادة من الأهمية بمكان، كان ذلك سبباً لإرسال الرسل عليهم السلام، وأنزل عليهم الكتب ليبينوا حقيقة هذه العبادة للجن والإنس التي من أجلها خلقهم الله، وتوضيح ذلك وبيانه وتفصيله، وحتى يقوموا بهذه العبادة على الوجه الأكمل. فقاموا بها حق القيام، وأدوا ما عليهم حق الأداء، وأوذوا في ذلك أشد الأذى، وصبروا على ذلك البلاء والأذى وتلك الشدة، أشد الصبر. وقد جعل الله الجنة رحمة وجزاءاً لمن قام بذلك واحتسب أجره على الله تعالى، فيا لها من رحمة يرجوها إخواننا ممن يرغب في الخير، وفيما عند الله من تلك الرحمة وذلك الأجر العظيم. لذا أردت أن أشير إلى الموضوع الذي مجال البحث، وهو من جملة ما تشتمل عليه العبادة، وهي الدعوة إلى الله تعالى والابتلاءات التي تصيب أهلها، وذلك من أجل تبليغها والقيام بها، لذا كانت الدعوة إلى الله تعالى وما يتعلق بها من أمور (كالابتلاءات) التي هي موضوع البحث، إذ لابدّ للداعية أن يتربى عليها ويعيها ويفقهها جيداً، وهي من أفضل الأعمال وأجلها عند الله تعالى، ". لذا كان من واجب الداعية إلى الله تعالى أن يعرف ما له وما عليه تجاه دعوته حتى لا يكثر من التخبط والتردي والنكوص على الأعقاب إذا ما حدث له شيء من الإبتلاءات في سبيل دعوته. عافانا الله وإياكم في الدارين.