مصطلــــح الماســــــونية مع بيان موقف أهل الأديان

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن واتبعه واقتفى سنته وبعد، الماسونية من أخطر الجمعيات السرية العالمية التي حيرت العالم. وقد اختلف دعاتها عن غيرهم في تعريفها وبيان غاياتها، فالماسون يرونها جمعية تدعو إلى الأخلاق والاستقامة وتنوير العقول وتقبل حقيقة وحدانية الله المطلقة على اعتبار أنه مهندس الكون الأعظم كما يقولون، وغيرهم يراها منظمة تهدم الدين وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والإفساد. لبيان هذا الاختلاف وتحديد وجهة نظر كل فريق نأتي بموقف الماسون الضالعين أنفسهم المبيِّن والمعرِّف للماسونية ونقدم موقف أهل الأديان الثلاثة اليهودية والنصرانية والإسلام. لم يكن من السهل العثور على مراجع عربية عن التعريف الماسوني للماسونية لهذا رجعت إلى مصادر أجنبية باللغة الإنجليزية ومن ثم عكفت على ترجمتها واحتفظت في كثير منها بالنص الانجليزي إلى جانب الترجمة. عالجت البحث في فصلين ومباحث، الفصل الأول تحدثت فيه عن مصطلح الماسونية عند الماسون أنفسهم، والثاني خصصته للحديث عن موقف أهل الأديان تجاه الماسونية لأبين مدى الاتفاق حول التعريف الذي ذكره أرباب الماسونية عن جمعيتهم، وهل تعريفهم محل اتفاق بين جميع أهل الأديان الثلاثة؟ البحث هدفت من ورائه توفير مادة علمية لطلاب العلم والباحثين ممن يرغبون الكتابة أو المعرفة الدقيقة. فقد وجدت الكثيرين لا يعرفون عنها كثيرا. لم استخدم منهجا نقديا في هذا البحث ولكن آثرت تطبيع المادة استخدام المنهج التاريخي في ترتيب تقديم التعريفات الماسونية منذ العام 1869 إلى العام 1958م، وكذلك استخدمت منهجا وصفيا أعرض من خلاله وجهات النظر دون إبداء رأيي فيها غير أني بينت موقفي كنتيجة بحثية في الخاتمة.