النداءات القرآنية في سورة الأنفال (البدرية)

سورة الأنفال إحدى السور المدنية التي عنيت بجانب التشريع، وبخاصة فيما يتعلق بالغزوات والجهاد في سبيل الله، فقد عالجت بعض النواحي الحربية التي ظهرت عقب بعض الغزوات وتضمنت كثيراً من التشريعات الحربية، والإرشادات الإلهية التي يجب على المؤمنين اتباعها في قتالهم لأعداء الله، وتناولت جانب السلم والحرب، وأحكام الأسر والغنائم. الأنفال: جمع نفل محرّكاً، وهو الغنيمة [1]، ومنه قول عنترة: إنا إذا احمرّ الوغى نروي القنا ***  ونعف عند تقاسم الأنفال [2]    نزلت هذه السورة الكريمة في أعقاب"غزوة بدر"التي كانت فاتحة الغزوات في تاريخ الإسلام المجيد، وبداية النصر لجند الرحمن حتى سماها بعض الصحابة (سورة بدر) لأنها تناولت أحداث هذه الموقعة بإذهاب، ورسمت الخطة التفصيلية للقتال، وبيّنت ما ينبغي أن يكون عليه المسلم من البطولة والشهامة، والوقوف في وجه الباطل بكل شجاعة وجرأة وحزم وصمود. وفي ثنايا ثرد أحداث بدر جاءت النداءات الإلهية للمؤمنين ست مرات بوصف الإيمان.   [1] - فتح القدير للشوكاني، دار المعرفة للطباعة والنشر ـ  بيروت ـ لبنان، ج 3، ص 144. [2] ديوان عنترة بن شداد، باب عفت الدير،وباق الأطلال، تحقيق: محمد سعيد مولوي، المكتب الإسلامي ـ بيروت، ط 2، 1983م.