
دلائل الاعجاز الصوتي في القرآن الكريم
Author(s) -
د.بدر الدين عبد الكريم أحمد
Publication year - 2019
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
ISSN - 1858-5973
DOI - 10.52981/fic.v1i5.229
Subject(s) - materials science
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد : فالقرآن الكريم كتاب الله الخالد ، وحجته البالغة على الناس جميعاً ، ومعجزته الباقية ما بقي على الأرض حياة ، أيّد الله تعالى به رسوله محمدا ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فأفحم به من طولب بمعارضته من العرب العرباء وأبكم به من تحدى به من مصاقع الخطباء مع العلم بأنه من جنس كلامهم، ونمط خطابهم ، ونحت أوضاعهم ، ومؤتلف من حروفهم ، وهم فرسان الكلام وأمراء النظام، عليهم تهدلت فروعه ، وفي خواطرهم تساقطت قطوفه ، إن أتاهم أحد بمفخرة أتوه بمفاخر ، وإن رماهم بمأثرة رموه بمآثر فلم يتصد للإتيان بما يوازيه او يدانيه واحد من فصحائهم ولم ينهض لمقدار أقصر من سورة منه ناهض من بلغائهم فأصبحوا مع طول باعهم في الفصاحة والبلاغة قد عجزوا عن معارضته ومماثلته ولم يزل يقرعهم النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أشد التقريع ويوبخهم غاية التوبيخ ويسفه أحلامهم ويحط أعلامهم وهم في كل هذا ناكصون عن وجوه إعجازه ونظم حروفه وكلماته ، محجمون عن الإيمان به ، يخادعون أنفسهم بالتكذيب والإغراء بالافتراء ، وقولهم : " إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ " (المدثر : 24) ، و" سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ" (القمر : 2) ، و" إِفْكٌ افْتَرَاهُ " ( الفرقان : 4 ) ، و" أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ " (الأنعام : 25، وغيرها) . وقد قال تعالى " فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ " ( البقرة : 24 ) فما فعلوا ولا قدروا ، فما كان منهم إلا أن سجدوا لفصاحته وشهدوا بأنه ليس بكلام بشر فسبحان من أنزله وأحكمه وفصله قرآنا عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون فلا عجب أن يجئ إعجازه صوتياً ونحوياً ومعنوياً وأن يفيض بلاغة وحسن بيان