أثر مناهج التدريب الدعوي في تنمية قدرات الدعاة جامعة أم درمان الإسلامية (نموذجا)

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق رحمة للعالمين، بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد بن عبد الله – الذي قام بالدعوة على هدىً وبصيرة – وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، فقد بلغ الرسول (r) الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين. وبعد ...     فإنَّ الواجب الملقى على المؤسسات العلمية (الجامعات) تجاه المجتمع لجد عظيم وذلك من صميم أهدافها التي قامت عليها (خدمة المجتمع) وخاصة إذا كان الواجب يقوم على الدعوة إلى الله التي أمر سبحانه وتعالى بإبلاغها للناس كافة استجابة لأمره تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) (1) وطاعة لرسول الله (r) حيث قال: (بلغوا عني ولو آية)(2).     وهذه المؤسسات بمثابة الداعية الذي يتولى البلاغ، وهى بما تمتلكه من إمكانات مادية وبشرية، وهياكل تنظيمية، ومناهج تعليمية وإعدادية وخطط إستراتيجية لبرامجها وأنشطتها الدعوية، يكون تاثيرها أكبر في المجتمع إذ أنها فرقة تقوم بالدعوة الى الله – بحكمة – وقد قال تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)(3).   ولا يخفى على أحد أهمية التدريب لترقية مهارات وتنمية قدرات الدعاة، الأمر الذي يتناوله هذا البحث الذي جاء بعنوان: أثر مناهج التدريب الدعوي في تنمية قدرات الدعاة بجامعة أم درمان الإسلامية (نموذجاً)(4) ، ولا شك أن التدريب يعزز مهارات المتدرب ويقوي قدراته – قال تعالى: (إنَّ خير من استأجرت القوي الأمين)(5). وبالتدريب والإعداد الجيد للدعاة يتقن العمل ويحسن الأداء وقد حث الرسول (r) على الإحسان في العمل والبلوغ به إلى درجة الإتقان فقال عليه الصلاة والسلام : (إنَّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)(6). وفي حديث آخر قال (r) : (إنَّ الله يحب من العامل إذا عمل أن يحسن)(7).وهذا الإحسان يفضي إلى تأهيل وتكوين الدعاة لحمل الدعوة بوجهها المشرق وتبليغها للمدعوين(8) متخيرين المداخل والأساليب لكل مدعو وصولاً للهداية (9)         يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على أثر مناهج التدريب الدعوي في تنمية قدرات الدعاة، من خلال البرامج والمناهج التدريبية التي ينفذها المعهد العالي لتأهيل وإعداد الإئمة و الدعاة ، تقييماً وتقويماً للوقوف على أثر تلك المناهج الدعوية في تنمية قدرات الدعاة حتى يبلّغوا دعوة الله بكفاءة عالية قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)(10) وذلك عن طريق الإجابة عن هذا السؤال: ما الأثر الذي أحدثته مناهج التدريب الدعوي في تنمية قدرات الدعاة؟.          لقد اختار الباحث جامعة أم درمان الإسلامية حدوداً لإعداد هذا البحث نسبة للامكانات المحدودة والزمن المتاح لإعداد هذا البحث، مؤملاً أن تكون -عينة قصدية- عينة تفي بأغراض هذا البحث.