القيم الأخلاقية ودورها في إدارة العمل الدعوي نموذج (العدل– الحياء – الحُلم)

    الحمد لله حمداً طيباً مباركاً والصلاة والسلام على حبيبنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم ‘ العمل في الإسلام مرتبط بالأخلاق ارتباطاً وثيقاً لأن القيم والأخلاق الإسلامية هي التي توجه العمل الوجهة الصحيحة. وتمثل الأخلاق ركناً أساسياً في حياة الفرد، وضرورة إسلامية لازمة لحياة المجتمعات لما لها من مكانة عظيمة في الإسلام، فهي جوهر الإسلام وروحه السارية في جميع جوانبه، وكما إعتني الإسلام بالأخلاق عموماً فقد عُنى أيضاً بأخلاق العمل.    وأن الأخلاق الإسلامية تنشأ مع العقيدة وتسري في العبادات وتتفاعل مع المعاملات، فهي الثمار الجميلة والمفيدة والمطلوبة والمرغوب فيها من الإنسان على اختلاف مشاربه وملله ونحله، وهي أساساً تبدأ بربط الأفراد في المجتمع برباط متين. والأخلاق نظام متكامل فيه الجانب النظري مع الجانب العملي منه، وهو جوهر الإسلام وجوهر الرسالات السابقة. قال صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)([2]). فبُعث الرسول صلى الله عليه وسلم لإتمام الأخلاق والعمل على تقويمها وإشاعة مكارمها، بل الهدف في كل الرسالات هدف أخلاقي، والدين نفسه هو حسن الخلق. ويشكل العمل أهمية كبيرة للإنسان فهو مصدره للكسب والرزق ولذلك يسعى الإنسان للمحافظة عليه من خلال تمسكه بأخلاقيات العمل وأهمية التمسك والإلتزام بأخلاقيات العمل لها أهمية كبيرة بالنسبة للفرد والمؤسسة التي يعمل بها.   [1]- سورة فصلت الآية (33). [2]- أخرجه البخاري.