المداخل النظرية في دراسات الإعلام الرقمي

يهدف البحث إلى دراسة المداخل النظرية في دراسات الإعلام الرقمي  من خلال المنهج الوصفي الاستقرائي الذي يتأمل في جزئيات التراكم العلمي ليصل منه الباحث إلى وصف عام للظاهرة موضوع الدراسة، كونه الأنسب في صياغة توجهات علمية تؤسس لدراسات مستقبلية. تساعد المداخل النظرية في بحث الظاهرة الاجتماعية والاتصالية من كافة جوانبها,حيث تشكل المداخل النظرية مجموعة من الأفكار العامة التي توجه مسار البحث, وتخلق له مجالاً  واضحاً ومحدداً، على اعتبار أن المدخل النظري (Approach Theoretical) يعد الدلالة العلمية التي يمكن من خلالها طرح مشكلة البحث وتفسير نتائجه في إطارها, بخلاف المدخل المنهجي(Methodical Approach) الذي يهتم باختيار الطرق والأساليب في معالجة المشكلات المطروحة للوصول إلى الحقائق الخاصة بها، ويتكامل المدخلان, في تكوين أسس البحث العلمي، فهو بناء منهجي من ناحية, وبناء نظري من ناحية أخرى. ونظراً لتعدد التصورات والنظريات في العلوم البينية ذات العلاقة بالحركة العملية الإعلامية والاتصالية وعلاقاتها – فإن المداخل النظرية تتعدد أمام الباحثين, ويتم الاختيار منها حسب ما يتفق مع طبيعة الظاهرة أو المشكلة الإعلامية المطروحة للدراسة, فالمداخل النظرية لا تنتمي فقط إلى نظريات الاتصال أو التعميمات الخاصة بدراستها؛ ولكنها تنتمي إلى العديد من العلوم الإنسانية الأخرى, نظراً لأن أهم ما يميز علوم الاتصال في المرحلة الراهنة أنها من العلوم البينية تستفيد من علوم متعددة, وتقوم على نظرياتها التي تتفق في كثير من بنائها مع فكر الدراسات الإعلامية وأهدافها. ولأن دراسات وسائل الاتصال، تتباين وتختلف اختلافاً كبيراً من حيث المداخل، والوسائل، والعناصر، والوظائف، والسمات، ودرجات التأثير؛ فإن هذه الدراسة سعت للإجابة على الأسئلة الآتية: ما المداخل النظرية التقليدية المستخدمة في دراسات الإعلام الرقمي؟ ما النظريات التي طورها الإعلام الرقمي؟ ما النظريات التي أضافها الإعلام الرقمي؟ ما إشكالية النظرية في دراسات الإعلام الرقمي؟ ما آليات تطوير النظرية في دراسات الإعلام الرقمي؟