العُمُلات المكمِّلة: ما هي؟ ولماذا؟

هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على ما يُنعَتُ في الأدبيات النقدية والمالية بالعُمُلات المكمِّلة؛ وذلك بالتعرض لحقيقتها، وبيان أهميتها ودواعي ظهورها وانتشارها. باستخدام المنهج الوصفي مع التتبع والاستقراء لبعض التطبيقات خَلصت الدراسة إلى عدد من النتائج، من ذلك: (1) - العُملة المكمِّلة نوع خاص من العمُلات تستحدثها سلطة عمومية أو مؤسسة خاصة أو مجموعة من الأشخاص على مستوى نطاق جُغرافي معين لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية محددة، وهي بهذا التحديد لا تُمثل بديلاً للعملة الرسمية المُتداولة وإنما مُكَمِّل يعمل بالتوازي معها، (2) - يؤثر نوع النقد الـمـُستخدم في توجيه النشاط الاقتصادي، وفي طبيعة العلاقات التي تنشأ بين المتعاملين وفي القرارات الاقتصادية التي يتخذونها، ومن ثَمّ فإنه ليس محايدًا (value neutral) كما تَدَّعي النظرية الاقتصادية السائدة، (3) – أبانت تطبيقات العُملة الخاضعة للرسم أن افتراض ثبات معدل دوران النقود من قبل المدرستين: الكلاسيكية والنَّقدية ليس معقولاً ولا واقعياً؛ لأن توجيه هذا المتغير يُؤثر في النشاط الاقتصادي، وأخيراً (4) –  قدمت الدراسة إطارًا لتفسير ظاهرة انتشار وتطور هذا النوع من العُمُلات يتمثل في ما أطلقت عليه اختصارًا "تتس"؛ وهي حروف مأخوذة من كلمات (التكريم - والتقدير - والاستثمار)؛ التكريم للإنسان من كونه إنساناً خُلق على أحسن هيئة وَزُوِّد بأَهم أداة للتمييز وهي العقل، والتقدير للجهد النافع الذي يفيد به الإنسان نفسه ومجتمعه، والاستثمار الإيجابي لتنوع البشر واختلافهم فيما يتمايزون به عن بعضم من كَفاءات وخبرات وقُدرات.