أثر جائحة كورونا على الحوكمة المؤسسية

تركت جائحة كورونا وما زالت تترك بصماتها في كل مكان ومجال، بما في ذلك الحوكمة المؤسسية، حيث يمكننا القول إن جائحة كورونا أحدثت تغييرا جذريا في أسلوب تعاملنا وفهمنا للحوكمة، ولكيفية تطبيق مبادئها. من هنا، تناول البحث مشكلة محددة تتعلق بتأثيرات جائحة كورونا على الحوكمة المؤسسية. الهدف الرئيسي للبحث هو توضيح الآثار التي أحدثتها جائحة كورونا في قواعد الحوكمة المؤسسية، وذلك من خلال توضيح تأثيرات جائحة كورونا على القواعد والمعايير التالية: أصحاب المصلحة، العلاقات مع المجتمع، مكافآت المديرين، الشفافية والإفصاح، مجلس الإدارة. اعتمد البحث بشكل رئيسي على المنهج المكتبي من خلال مراجعة أدبيات الموضوع وبالتالي فالبحث اعتمد المصادر الثانوية المنشورة في الكتب والدوريات. تبين من خلال مراجعة ومناقشة أدبيات الموضوع أن جائحة كورونا أثرت بشكل واضح على ككل ما يتعلق بالحوكمة المؤسسية من حيث أدوارها وقواعدها ومبادئها، ولذا يمكننا القول إن الحوكمة ما بعد الجائحة لن تكون كما كانت قبل الجائحة. كما تبين أن جائحة كورونا ساهمت في التنبيه على أهمية تواصل المؤسسات مع مجتمعاتها وتحملها للمسؤولية الاجتماعية، وأهمية تحديد اولويات أصحاب المصلحة، وأهمية إعادة النظر في تشكيلة مجلس الإدارة. كما ساهمت جائحة كورونا في التنبيه إلى أهمية إعادة النظر في أسس منح المكافآت للمديرين، وفي قواعد العدالة في منح الحوافز المالية. وكشفت النتائج أن أحد آثار جائحة كورونا على الحوكمة المؤسسية تمثلت في التأكيد على أهمية الشفافية والإفصاح وتوفير المعلومات بسرعة ودقة ونزاهة دون تأخير أو مبالغة أو تضليل. بناء على ذلك تم تقديم مجموعة من التوصيات العملية والعلمية لتطوير قواعد الحوكمة بما ينسجم مع مرحلة ما بعد جائحة كورونا.