Open Access
تطور دليل النظام والتصميم وتجدده
Author(s) -
محمد الشهبي,
AUTHOR_ID
Publication year - 2021
Publication title -
al-mağallaẗ al-duwaliyyaẗ li-našr al-buḥūṯ wa-al-dirāsāt
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
ISSN - 2709-7064
DOI - 10.52133/ijrsp.v3.26.5
Subject(s) - medicine
إن دليل النظام والتصميم عرف تطورا ظاهرا عبر السياقات التاريخية، خاصة على يد المتكلمين المسلمين الذين تشتمل نصوصهم على صورة ومادة هذا الدليل، ومعايير الكشف عن مقدماته التي يستحيل معها الاحتفاظ بتفسير المادية والدهرية. وقد تم صياغته وتجديده على طريقة السبر والتقسيم بحيث أن من تأمل الترتيب العجيب في نظام الكون وائتلاف أجزائه وجد نفسه أمام التفسيرات التالية: إما القول إنه مبني على الحكمة وأن وراءه مدبر حكيم، أو واقع بالجزاف والعبث أو أنه راجع إلى الطبيعة نفسها. وهذه الصياغة تتيح إضافة واختبار صحة أي احتمال آخر يستجد من جهة، وتدل على العمق المنهجي عند المتكلمين من جهة أخرى. إن المكانة التي حظي بها هذا الدليل في الفكر الفلسفي بشكل عام والغربي بشكل خاص جعل مجموعة من الفلاسفة المحدثين يخصونه بالدراسة النقدية التي استهدفت صيغته التمثيلية المبنية على الشبه بين عالم الطبيعة والمصنوعات البشرية، وأهم هذه الانتقادات هي التي ساقها هيوم وكانط مثال ذلك: التشكيك في توفر دليل النظام على شروط الاستدلال العلي، وهو أقوى نقد واجه به هيوم صيغة البرهان التي تتضمن قياس التمثيل، أو كالقول "إن النظام المشاهد ملاحظ في جزء من الكون دون الكل"، أو كالقول بتفرد العالم وهو اعتراض على معيار الكشف عن النظام وطريق بيان أنّ هذا العالم غاية في التصميم والضبط، كما أن هذه الاعتراضات لا يتجاوزها رموز الإلحاد الجديد في طرحهم المعاصر.