الوعي الديني وأثره الفقهي والاعتقادي لمواجهة الوباء (جائحة كورونا أنموذجاً) دراسة تطبيقية على شريحة من المجتمع السعودي

تعتبر جائحة فايروس كورونا حدث معاصر وهام لتفعيل الوعي بالأحكام الشرعية لمواجهة الوباء وتقييم نقاط الضعف والقوة، ومتابعة أثر ذلك على الفرد والمجتمع، وتهدف هذه الدراسة إلى معرفة مدى الوعي الديني في الأصول الفقهية والاعتقادية المتعلقة بالوباء ومعرفة مدى أثر ذلك الوعي في مواجهة الوباء والحظر الكامل أو الجزئي، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي المسحي ليشتمل على عينة أكبر بهدف وصف الظاهرة المدروسة من حيث طبيعتها ودرجة وجودها فقط، دون أن يتجاوز ذلك إلى دراسة العلاقة أو استنتاج الأسباب، والمختار هو عينة عشوائية تشمل الشباب والكبار، والنساء والرجال، بمختلف الطبقات المعيشية والتعليمية من المجتمع السعودي، وقد بلغ حجم العينة (500) حالة، وفي ضوء معطيات وتساؤلات الدراسة وأهدافها تم بناء الأداة (الاستبانة)، وتكونت في صورتها النهائية من ثلاثة أجزاء: المقدمة والتعريف بأهداف الدراسة، والبيانات الأولية الخاصة بأفراد عينة الدراسة، ومن ثَمَّ الأسئلة المتعلقة بمحاور الدراسة. استخدمت الباحثة المعالجات الإحصائية (SPSS)، وبعد ذلك تم حساب المقاييس الإحصائية: التكرارات، والنسب المئوية؛ للتعرف على خصائص أفراد الدراسة، وتحديد استجاباتهم تجاه عبارات المحاور الرئيسة التي تتضمنها أداة الدراسة، وتوصلت الدراسة إلى ارتفاع في نسب الوعي الديني العام لما فوق المتوسط، والعلم بالمسائل الفقهية التفصيلية المتعلقة بالوباء أقل منها، مما يشير إلى أهمية التركيز على تعليم الأحكام الشرعية المتعلقة بالوباء، أما الوعي الاعتقادي فتم تسجيل نسبة قليلة من الأشخاص يعتقد بعدم وجود أجر بالصبر على الجائحة، وأنه مجرد حدث كوني ولا علاقة لله به، ومع كون النسبة قليلة أقل من 10% إلا أن ذلك يعتبر قدحا صريحا في جناب الاعتقاد وينبغي عدم تجاهله في التعليم الشرعي، وتضمنت النتائج آثارا متعددة يمكن الاطلاع عليها في الدراسة والتوصيات بشأنها.