واقع البطالة المقنعة والتنمية المستدامة في القطاع العام القطري (دراسة ميدانية)

تَنُصُّ رؤية قطر الوطنية 2030 على العنصر البشري كركيزة أساسية من ركائز الرؤية الأساسية والتي طالما لا تنتهض ولا تعمر المجتمعات والدول دونها، وتتطلب التنمية البشرية في دولة قطر تأسيساً قوياً قادراً على مجابهة قوى التغيير المختلفة التي تتطلبها التنمية الاقتصادية من تنوع اقتصادي متكامل، يُمَكِّنُنا من التخلص من الاعتماد الأحادي على مصادر النفط والغاز، وفي مقابل تلك الرؤية الطموحة تمتلك دولة قطر ثروة بشرية شابة ذات طاقة تؤهلها على العطاء والارتقاء بمؤسساتها لتحقيق رؤيتها بصورة متمكنة، وتكمن إشكالية البحث في واقع مؤسسات القطاع العام القطري وتحديداً في ظاهرة البطالة المقنعة التي تحول دون تحقيق التنمية المستدامة، لذلك يسلط البحث الضوء على مصادر الخلل في العملية الحاصلة في المورد البشري القطري، من حالة الركود وانخفاض الإنتاجية في مؤسساته، ومعاناته من شعور عدم الإيمان بقدراته وإنجازاته وتفضيل المورد البشري الأجنبي، فتتلخص أهمية البحث من النَّاحية الأكاديمية العلمية في مساهمة نتائج الدراسة في التَّراكم المعرفي لظاهرة البطالة المقنعة والتنمية المستدامة في القطاع العام القطري ومعرفة الواقع، نظراً لقلة الدِّراسات التي تتعرض لهذا الموضوع، ومن النَّاحية التَّطبيقية العملية فإن نتائج الدِّراسة ستساعد متخذي القرارات على وضع إستراتيجية مناسبة للتَّعامل مع قوانين العمل الخاصة بسياسات الترشح والتعيين، وأيضاً تهدف الدراسة إلى معرفة واقع البطالة المقنعة والتنمية المستدامة في القطاع العام القطري، ودراسة العلاقة والأثر بينهما، والخروج بنتائج وتوصيات تخدم أصحاب القرار، في هذه الدراسة سوف نعتمد على المنهج النوعي الذي يعتمد على المصادر الثانوية من المعلومات المنشورة والمتاحة وكذلك على التقارير والدراسات السياسية والأكاديمية وغيرها، وفي المقابل سيتم الاعتماد على المقابلات لمصادر المعلومات الأولية لزيادة الصلاحية الداخلية للبحث وكذلك الصلاحية الخارجية، ويتلخص سؤال البحث في: إلى أي مدى تسهم البطالة المقنعة في تثبيط عملية التنمية المستدامة في القطاع العام القطري؟