علم المناسبة، نشأته، وأهم أعلامه

تهدف هذه الدِّراسة إلى الكشف عن معنى المناسبات وأهميتها، وكذلك دراسة نشأتها وظهورها وتأصيلها؛ بتسليط الضوء على عناية العلماء قديمًا وحديثاً بها، واثبات وجودها في كتبهم تأصيلاً وتطبيقًا وتقعيدًا، وأنَّ قولهم فيها لم يكن بمحض رأيٍ لا مستند معه، بل كان مبنيًا على تأصيلٍ منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر أهم الأعلام الذين عنوا بعلم المناسبات ومؤلفاتهم التي اعتنت به، وساهمت في إرساء قواعده، كما ساهمت في بيان حكم تطلب المناسبة بين الآيات والسور. واتَّبعتُ في هذا البحث المنهج التحليلي الاستقرائي، وجاء البحثُ في مقدِّمةٍ، وثلاثة فصول، وخاتمةٍ، وفهارس. وقد أكدت الدِّراسة على حاجة المفسر لعلم المناسبة، وأنَّه لا مستند صحيح لقول القائلين بمنع تطلبها بين الآيات والسور، وأنَّ كتب التفسير مليئة بتطبيقات علم المناسبة وهي من الجوانب المهمة التي اهتمَّ بها المفسرون. وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها: أنَّ الناظر في براعة القرآن وأسلوبه وترتيبه ونظمه يجده كسبيكة واحدة، مما يُرجح بأنَّ ترتيبه توقيفي، فيتعين حينها أنَّ وراء هذا الترتيب الإلهي سرًّا ينبغي البحث عنه؛ لأنَّه مُعينٌ على فهم مُراد الله تعالى من إنزاله، كما أنَّه لا مستند صحيح للقائلين بمنع المناسبة، وهو علمٌ مثبت موجود، له فوائد كثيرة. وتوصي الدِّراسة: بمزيد من البحث العلمي حول شروط اثبات علم المناسبة للقائلين بوجودها، وكذلك افراد تواليف خاصة لتطبيقات علم المناسبة من كتب التفسير التي عنيت بالمناسبة بالدراسة والبحث، وكذلك افراد دراسات تربط بين المناسبة وعلم السياق أو أسباب النزول، أو تكون مبحث من مباحث التفسير الموضوعي مثلاً أثر المناسبات في الدعوة إلى الله من خلال قصة موسى.