حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة الدولية في القانون الدولي الإنساني والشرائع السماوية "دراسة مقارنة"

تهدف الدراسة إلى بيّان حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة الدولية في كلاً من القانون الدولي الإنساني والشرائع السماوية، والتأكيد على أن فكرة القانون الإنساني وجدت في الشرائع السماوية، وعلى الخصوص الشريعة الإسلامية، وأكدت أيضاً على مدى تأثر قواعد القانون الدولي الإنساني بالمبادئ الأساسية والقواعد العامة والإنسانية والأخلاقية والأدبية في الشريعة الإسلامية، والتقاء القانون الدولي الإنساني مع الشريعة الإسلامية في حماية المدنيين. وبيّنت الدراسة كذلك أن الشريعة الإسلامية أكدت وبوضوح لا لبس فيه، وجوب حصر أعمال القتال كلها في ميدان المعركة ضد المقاتلين الأعداء وحدهم وحظر استهداف المدنيين وغير المقاتلين عمداً أثناء سير العمليات القتالية. فطبقت بذلك الشريعة الإسلامية قواعد القانون الدولي الإنساني منذ قرون عديدة فخاطبت المجتمع المسلم بكل فئاته، وأوجبت عليهم العقاب الدنيوي والآخروي قبل أن يخاطبه القانون الدولي بأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان. فنهت عن مقاتلة من لا يُقاتل، وكذلك عدم مقاتلة من ألقى السلاح، وقتل الرهبان ورجال الدين وهدم الصوامع والبيع ومنعت التخريب بكل صوره.