
الاستشراق الفني والطراز المملوكي الجديد في قاهرة القرن التاسع عشر
Author(s) -
مؤمن غانم
Publication year - 2022
Language(s) - Arabic
DOI - 10.47288/twcj.2022.v07.iss13.a03
Subject(s) - computer science
البحوث الثقافية والأعمال الفنية والأدبية، غربية المصدر، التي تتناول ثقافات جزء متسع من أسيا وشمال افريقيا وخصوصا الشرق الأوسط، أوما يعرف بالاستشراق، أصبح مجال بحثي متسع له تخصصات دقيقة تشمل جميع نواحي الحياة في تلك البلدان، كما أصبح مضمارا للدراسات المناقضة النابعة غالبا من أبناء هذه الثقافات. ومنذ دراسات إدوارد السعيد التي صدرت في كتاب الاستشراق الشهير عام 1978، الذي عرى النية السياسية الاستعمارية في الرؤية الغربية للشرق، لم تتوقف الأقلام عن محاصرة هذه الرؤية وإعادة فضح نواياها مرارا وتكرارا. كما لم تتوقف الدراسات الاستشراقية عن التوسع في دراسة هذه الثقافات، لا تكل في دورها للفهم، وإعادة تعميق هذا الفهم. ولكن يدفعني الجدل الواسع، وتكرار الاتهامات، حول هذه الظاهرة على التساؤل عما إذا كانت ظاهرة الاستشراق، كما يتم التعامل معها في الخطاب العربي المعاصر، تنطوي على نوع من المبالغة في التشكيك في نواياها، والأهم المبالغة في تصوير تأثيرها على صياغة تاريخ الوعي الأكاديمي الحديث في مختلف مجالات الثقافة والفنون والعلوم العربية. هذا التشكيك المطروح حول ظاهرة الاستشراق، العام جدا، ينتمي إلى الدائرة المتصلة من الادعاءات المتبادلة بين الحضارة الشرقية والحضارة الأوربية، حول التأثيرات الثقافية والمعرفية لكل منهما على الأخر. في المقال المعروض نستخدم التشكيك السابق كسياق عام ومدخل لقراءة تاريخية مكثفة وموجزة لظاهرة البناء بالطراز المملوكي التي انتشرت بمصر في القرن التاسع عشر. بشكل محدد يطرح المقال السؤال التالي: هل كان الطراز المملوكي الذي تم إنتاجه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إنتاجا غربيا محضا، منتج استشراقي ينتمي الي المدرسة الأوربية الفنية التي امتازت في ذلك الوقت بتعدد الطرز والانفتاح على التاريخ الإنساني والثقافات المختلفة؟ وما هو حجم المساهمة الفنية المحلية في حركة احياء الطراز المملوكي؟