خصوصية الجماعات المتخيلة وتأثيرها على تقنية صناعة وإدارة المحتوى الرقمي في العلاقات العامة

يعتبر دخول التكنولوجيا في المؤسسات بمختلف أنواعها وأحجامها من أهم وأقوى الأحداث التي طرأت في المجال خلال الفترة الأخيرة، حيث ساعد ذلك على خروج المؤسسة من نطاق المحلية أو المجتمع المحيط إلى إمكانية إتاحة الخدمات وعرض المنتجات إلى العالم كله من خلال الارتباط بشبكة الإنترنت، كما ساهمت شبكة الإنترنت في زيادة حجم المعلومات المتبادلة وتسهيل الاتصال المهني بين العاملين في المؤسسات في البلدان المختلفة لتبادل الخبرات والآراء، وتطور المؤسسات واستخدامها للتكنولوجيا يساعد على زيادة ربط المؤسسة مع المستفيدين وذلك لإحساسهم بأن المؤسسة متطورة ومواكبة لكل ما هو جديد وليس كيان مادي جامد مما يساعد على زيادة الارتباط بالمؤسسة، وتطور المؤسسة واستخدامها للتكنولوجيا الحديثة يؤدي بالتالي إلى تطور ممارسة نشاط العلاقات العامة بحيث تمكن رجل العلاقات العامة من استخدام هذه التكنولوجيا وتطويعها للاستخدام واستحداث خدمات جديدة. "وقد أدى ذلك الى تغير أساليب الاتصال في العلاقات العامة، بحيث أصبحت إدارة العلاقات العامة قائمة على الحوار والمشاركة، لتُغير بذلك من آليات التعامل مع الجماهير وتصبح بذلك سياسة مفتوحة على ملايين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ومرتادي مواقع شبكة الإنترنيت.إن تغير سياسة التعامل مع الجماهير على المستوى الاتصالي يعكس لنا كيان اجتماعي مُستحدث ومُغاير ومُختلف عن الكيان الذي كان سائدا، يُطلق على هذا الكيان بـ 'الجماعات المتخيلة" فانتقلت هذه الجماعات من فضاء التواصل اليومي المباشر الى فضاء شبكات التواصل الرقمي، وبدأ المحتوى الرقمي الذي تنتجه الجماعات المتخيلة ينمو تدريجيا، ونشأ عنه حصيلة اجتماعية معرفية أصبحت تعتبر مصدرً أساسيا للقائم بالعلاقات العامة، بحيث يُأثر بشكل أو آخر هذا المحتوى على صناعة وكذا إدارة المحتوى الرقمي للعلاقات العامة. هذا الطرح الجديد فَرض على قسم العلاقات العامة في المؤسسات التجديد الذاتي للمواكبة مع فضاءات الإعلام الجديد، فمن اللازم عليه تغيير الذات بالاهتمام بالجماعات المتخيلة (الجماهير الحالية والمرتقبة)، والتطبيقات الجديدة في مجال تكنولوجيات الإعلام من أجل أن تحقق المؤسسة أهدافها العامة. وعلى هذا الأساس فإننا نحاول البحث في: ما مدى تأثير الجماعات المتخيلة على ممارسة العلاقات العامة في الفضاء الرقمي؟