همة النبي الدعوية ومنهجه في غرسها للمرحلة الثانية بمكة المكرمة

يتناول هذا المقال قضية مهمة من أهم القضايا في السيرة النبوية التي يقوم عليها الجهد الدعوي والتي تتمثل في ظاهرة همة النبي الدعوية التي تميز بها في حياته، وتكمن مشكلته في تدني همة كثير من الدعاة في هذه الأيام لعدم معرفتهم بهمة النبي الدعوية التي تحلى بها في حياته، مما أدى الى أخفاق الكثير منهم في الوقت المعاصر، فيهدف هذا المقال إلى التعرف على كيفية تحلي النبي بالهمة الدعوية والطرق التي اتبعها لغرسها في نفوس الصحابة، وذلك لبعثها في نفوس الدعاة من جديد، وقد أعتمد فيه الباحث على المنهج الاستقرائي الوصفي، فتوصل الى ان الهمة الدعوية- هي طاقة ذهنية وقوة نفسية محركة للإنسان ليحمل الإسلام ويدعوا الى الله بقوة وعزيمة، والمقصد من همة النبي الدعوية تَحَلّيه بأعلى درجات الإرادة، راغبا بقلبه الى الله مستخرجا القوة الراسخة في نفسه مهتماً بأمور الدين وقضايا الدعوة، طالباً للأمور العالية مترفعا عن صغائرها، مُتَحلياً بالعلم الذي تُعْرف به المحاولات الفنية كافة الرامية الى تبليغ الناس الإسلام بما حوى من عقيدة وشريعة وسلوك ليغرس ذلك في نفوس الصحابة ليتصفوا بما أتصف به من همة دعوية،-كما أن همة النبي الدعوية لها جانبان جانب بصفته نبي مؤيد بالوحي يبلغ عن الله، وجانب بصفته إنسان يدعو الى الله، وهذا الجانب يمكن للدعاة ان يكتسبوه من خلال الاقتداء به