استخدام نظم المعلومات الجغرافية في تقييم مستويات الضوضاء المرورية في مدينة غزة - فلسطين

إن ظاهرة التلوث البيئي من أهم المشكلات التي تهدد عالمنا نظرًا لعلاقته المباشرة بالنشاط البشري. ومن أهم هذه الملوثات هو ما يعرف بالتلوث الضوضائي الذي يعد من الملوثات التي أصبحت تزداد بشكل متسارع في قطاع غزة. وذلك ارتباطًا بعدة عوامل ومؤثرات مختلفة، ذات علاقة بالتلوث إما بشكل مباشر أو غير مباشر. حيث لوحظ أن من أهم هذه المؤثرات هو الازدحام المروري على الطرق. تركزت هذه الدراسة في أحد أجزاء مدينة غزة الأكثر ازدحاما بالمركبات في الشوارع الخمسة الرئيسة الداخلية (عمر المختار والوحدة وجمال عبد الناصر والجلاء والنصر)، علمًا أن الطرق في المدينة هي الوسيلة الوحيدة للمواصلات داخلها وخارجها، وهذا ما أدى إلى تفاقم المشكلة وانعكاس آثارها سلبًا على البيئة والمجتمع المحيط بها. هدفت الدراسة إلى استخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية ، في عمل دراسة تحليلية دقيقة لطبيعة انتشار ظاهرة الضوضاء المرورية ونمذجتها رقميا لتقدير آثارها على السكان والبيئة المحيطة بها، من خلال أهم أحد برمجيات نظم المعلومات الجغرافية (برنامج ArcGIS 9.3). كما ارتكزت منهجية البحث التطبيقية في الحصول على مستويات الضوضاء الحقيقية بالديسيبل dBA، من خلال جهاز Auto range Digital Multi meter بعد أن تم تحديد أماكنها جغرافيا، باستخدام جهاز GPS، وذلك خلال فترتي الذروة من اليوم (الصباح والظهيرة) في يوم عمل وكذلك في يوم إجازة، حيث تقل نسب هذه القيم ليلًا بمقدار 25? تقريبًا. كانت النتائج في المدينة تعكس تأثيرًا خطيرًا لهذه الظاهرة، حيث وصلت أعلى قيمة للضوضاء المرورية في النهار في أغلب الشوارع إلى 91dBA في ظهيرة يوم عمل، وأقل قيمة وصلت إلى 40dBA في صباح يوم إجازة. كما تم تصنيف الطرق الخمسة الرئيسة ومنطقة الدراسة على أساس انتشار الضوضاء فيها، فكان قرابة40? من مساحة المنطقة تتعرض إلى ضوضاء مرورية أكثر من 75dBA في أيام العمل، و9? من مساحة المنطقة تتعرض إلى درجة الضوضاء المرورية نفسها في أيام الإجازات، كما لوحظ أن هذه القيم انعكست سلبا على كل ما يحيط بها، حيث إن 98.6? من سكان منطقة الدراسة يتعرضون في النهار إلى ضوضاء أعلى من المعدل الطبيعي الذي توصي به منظمة الصحة العالمية (55dBA نهارا).