تصوير المعرفة والقيم في قصص الأطفال مجموعة دنيا الحكايا نموذجا

. يمثل حضور الصورة بتعبيراتها ولمساتها الفنية في قصص الطفولة، بجانبيها المعرفي والقيمي، دوراً هاماً في تعريف الطفل بالعناصر الجوهرية الثابتة، كما تشكل جزءاً هاماً يؤثر في طرائق الإدراك والتفكير؛ إذ يُمَثِّل التصوير في قصص التراث بأساليب وطرائق شتى تسهم في إرساء القيم التربوية وتعزيزها، بما تحويه من جماليات دلالية في تعبيرها عن رغبات الطفل وحاجاته كونها رسائل من سارد القصص إلى الطفل تعمل على توجيهه. تحاول هذه الدراسة الوقوف على نزعة تعتمد العلوم المعرفية أساساً للمنهجية العلمية في التربية، في محاولة للموازنة بين القيم التربوية والجانب العلمي والوقوف على مدى موافقة تلك الصور لثقافة الطفل ومجتمعه ومقدرتها على التأثير في وجدانه لإشباع رغباته واحتياجاته، بالنظر إلى ما فيها من أوجه الحجاج والإقناع. وتهدف هذه الدراسة إلى اكتشاف ما تحمله الصور من قيم وقوة حجاجية، والتعرف على إسهامها في تقريب المعرفة؛ لإحداث الهيمنة على فكر الطفل وسلوكياته، في سياق المقاربة المعرفية وفي إطار تفاعلي تبعاً لطرق وردها في المجموعة القصصية للطفل، ومثلت مادة المعالجة: مجموعة قصصية من تراث شعوب مختلفة، وُظِّفَتْ فيها الصور لجذب الطفل مع التركيز على تصوير القيم الموجه إلى الطفل باعتبار اللغة تعزز علاقته بمن حوله وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها أن التحليل المعرفي للقصص يعطي معان عميقة والغاية من الوقوف عليه في القصص معرفة الآليات التي أسهمت في تزويد الطفل بقيم مختلفة، تؤكد على ضرورة تغيير السلوكيات غير المرغوب فيها، ونبذ العنف بمختلف الوسائل اللغوية وغير اللغوية.