حسن التعامل بين الأزواج نماذج مضيئة في التاريخ من العصر النبوي حتى العصر العباسي

. هذه الدراسة تبحث عن المعاملة الحسنة بين من حكموا الدولة الإسلامية وزوجاتهم منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم وحتى العصر العباسي، وقد ذكرت نماذج من التاريخ لكل عصر من العصور الإسلامية منها نماذج عن النبي وزوجته عائشة رضي الله عنها، عثمان بن عفان رضي الله عنه وزوجته نائلة، عمر بن العزيز وزوجته فاطمة بنت عبد الملك، وبعض النماذج المختارة من العصر العباسي كالخليفة العباسي الأول أبو العباس الملقب بالسفاح وزوجته أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة، وأبو جعفر المنصور وزوجته أروى القيروانية، والخليفة المهدي وزوجته الخيزران بنت العطاء، وقد تحدثت من خلال هذه النماذج على المعاملة بينهم من حيث حب النساء وحسن الخلق معهن، ملاطفة النساء، التضحية والوفاء، العيش الزهيد، المشورة، وكان منهجي في هذا البحث هو المنهج الوصفي التحليلي القائم على ذكر نماذج من حسن المعاملة بين الأزواج وخاصة الذين قادوا الأمة الإسلامية من عصر النبوة وحتى العصر العباسي وذلك من خلال ما ورد في بعض المصادر والمراجع وتحليلها والتعليق عليها قدر الاستطاعة، وقد استخلصت من هذا البحث بعض النتائج منها: أن المعاملة بين الأزواج خلال عصر النبوة والخلافة الراشدة كانت قائمة على حسن الخلق والمحبة والملاطفة والتضحية والوفاء وغيرها من الصفات الحسنة دون التدخل في أمور السياسية، مما كان له أعظم الأثر من نشر المحبة والألفة بين أفراد الأسرة الواحدة بل بين أفراد المجتمع ككل، ضرب لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أروع الأمثلة في حسن معاملته لأزواجه، فهو خير قدوة نقتدي به، في أعماله، وأقواله، وأخلاقه، وكلِّ جزئيات سلوكه في الحياة، ولا يخلو عصر من العصور من وجود طائفة من أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) تصلح لأن تكون قدوة حسنة، قَلَّت هذه الطائفة أو كثرت، كانت المعاملة بين الخلفاء وزوجاتهم في العصر العباسي تحول إلى عشق للنساء مما جعل النساء صرن يتحكمن في أمور الدولة مما سبب الكثير من المصائب للخلافة العباسية بل للعالم الإسلامي، وجعل العلاقة داخل الأسرة الواحدة من بيت الخلافة قائمة على البغض والتربص وإحاكة الدسائس والمؤامرات بدلًا من الحب والألفة والمودة التي انتشرت في عصر النبوة والخلافة الراشدة.