حقيقة مفهوم التوقيف في اللُّغة عند ابن فارس

في هذا البحث تصحيح لمفهوم التوقيف في اللغة عند ابن فارس، إذ يعالجُ غموضَ مصطلحِ التوقيف في اللغة عند ابن فارس، ويقدِّم توجيهًا لمفهومٍ شائع، أَخَذَه عليه بعضُ المحدَثين، بما لا يتناسب مع مكانة ابن فارس العلميّة، ولا مع نصوصه ومواقفه، وذلك بتتبع العلاقات بين سائر نصوصه وموافقه المختلفة، وربط بعضها ببعض، وجاء في ثلاثة مباحث، ناقشَ الأوّلُ منها القولَ المنسوب إلى ابن فارس، وإشكالاته، وجاء المبحث الثاني معنيًّا بتحرير مفهوم التوقيف عند ابن فارس، وذلك بوصْفِ أصلِ مصطلح التوقيف، وتتبّع نشأته، وبحث علاقة التوقيف الفقهي بالتوقيف اللغويّ عند ابن فارس، مع تقديم الأدلّة التفصيليّة الدالّة على حقيقة مفهوم التوقيف اللغوي عنده، ثم درس قيمة مفهوم التوقيف اللغوي عند ابن فارس، وآثاره المنهجيّة. وقد خلَصَ البحثُ إلى أنَّ التوقيفَ نشأ في علمِ الفقهِ وأصوله، ومرَّ بتطوّر تاريخي مهم، في ظلِّ التداخل بين العلوم العربيّة والإسلاميّة، واستعمله ابنُ فارس في علوم اللغة، بما يدلّ على قيام العلاقة بين مفهومه الفقهي ومفهومِه عند ابن فارس، والتداخل بين العلوم العربية والإسلامية، وبتحرير العلاقة بينهما تتكشف حقيقة مفهوم التوقيف في اللغة عنده، وخصوصيته، ويتضح به اطرادُ آراءِ ابن فارس وانسجامها، وتصديق بعضها بعضًا، مع ثبوت أدلةِ أصلِ المصطلح ونشأته، وخصوصيّةِ مفهومه عند ابن فارس، كما كشف عن استعمالِ بعض علماء العربية له باسمه ومفهومه، وعَرَضَ لقيمة المفهوم وآثاره المنهجيّة في دراسة اللغة العربيّة، في الاستدلال ومسلك بناء الحكم، وفي النموّ والتجديد اللغويّ، وذلك بتوضيح ما يترتب عليه من آثارٍ علميّة ومنهجيّة، لتضعَ أساسًا صلبًا في منهجيّة دراسة اللغة العربيّة.