
هل التعايش الديني يستلزم فقدان الهوية؟
Author(s) -
د. حسن بن محمد ماخذي د. حسن بن محمد ماخذي
Publication year - 2021
Publication title -
maǧalaẗ ǧameʼaẗ al-malīk abdul aziz. al-adab wa al-uʼlum al-īnsaniaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
ISSN - 1319-0989
DOI - 10.4197/art.29-3.14
Subject(s) - computer science
. لا شك أن للتعايش أهمية كُبرى كونه صمام الأمان للمجتمعات من التمزق والشتات، حيث انعدامه يؤدى إلى الحروب. كُتبت الكثير من المقالات حول التعايش لمعالجة مشكلة الصراعات التي كان السبب الرئيس في اذكاء نارها هو الاختلاف في الهوية وعدم قبول الأخر وكراهيته والنفور منه، مما أدى إلى إهلاك الحرث والنسل وإفساد الأرض وخرابها بدلاً من إعمارها. ركزت تلك الكتابات حول أهمية التعايش وضرورة قبول الأخر المختلف دينياً أو ثقافياً أو عرقياً، حتى لا يحصل الصدام والصراع الذي يؤدي إلى إزهاق الأرواح. في المقابل هناك فئة جديدة من المجتمع ظهرت مع انتشار وتوسع وسائل التواصل الاجتماعي ترى أن من أهم مقومات التعايش عدم التركيز على الاختلافات ونكرانها وإذابة الفوارق بين المختلفين لدرجة الانصهار في الأخر. يناقش البحث قيمة التعايش في المجتمعات متعددة الهويات والأعراق والثقافات والأديان، وأهمية التعايش في تلك المجتمعات التي تزخر بالتعددية، مع الحفاظ على الهوية والتميز عن الغير، كما تطرقت الورقة إلى تعريف التعايش والهوية اصطلاحاً. والسبب في تسليط الضوء على هذا الموضوع أمران، الأول: التقدم التقني الذي كان أحد نتائجه الانفتاح الثقافي الذي يشهده العالم اليوم، مما سهل التواصل والالتقاء بالثقافات الأخرى، والأمر الأخر هو خلط المفاهيم الذي أدى إلى الانسلاخ من الهوية بحجة التعايش، فبرزت فئة في المجتمع ترى ضرورة الذوبان في الأخر وذلك بالدعوة للتعايش من خلال إلغاء الفوارق حسب اعتقادهم. وقد تبين من خلال البحث أهمية الحفاظ على الهوية كونها هي الحاضنة للتعايش البناء الإيجابي، فبيئة التعايش هي التميز بالهوية والتفرد عن الأخر لا الانصهار والذوبان.