موقف ابن مسعود رضي الله عنه من جمع القرآن

هذا البحث يهدف إلى معرفة معنى جمع القرآن في اللغة والاصطلاح العلمي وكذا المراد به عند العلماء، وتوثيق جهود الأوائل فيه، وبيان موقف الصحابي ابن مسعود منه، ومنهج البحث هو تتبع جهود الأوائل وتوثيقها، ثم التحقيق في موقف ابن مسعود من الجمع وعرض الشبه والرد عليها، متبعة في ذلك المنهج العلمي، مع عزو الآيات والأحاديث والحكم عليها ما أمكن، والتعريف بالمصطلحات الواردة. وقد خلصت إلى نتائج أهمها: أن كتابة القرآن مرت بثلاثة عصور اختلف فيها معنى الجمع والأسباب الباعثة عليه، فكان جمع أبي بكر هو الجمع بالمعنى الحقيقي، وجمع عثمان هو المعتمد، والتحقيق في موقف ابن مسعود من الجمع العثماني بالروايات الصحيحة، والرد على الشبه في هذا، فهو لم يغل مصحفه ولم يأمر بذلك، وإنما تمسك بقراءته فقط، ولم يرد عنه إثبات البسملة في أول براءة، كما شكك بعض العلماء بكونه لم يكتب الفاتحة وأجاب آخرون بأنه قصد بجمعه ما يخاف تفلته، وذهب العلماء في إنكاره للمعوذتين مذاهب أرجحها قبول الروايات مع التوجيه والاعتذار، ثم الاستناد إلى الأدلة القطعية برجوعه لرأي الجماعة في آخر الأمر.