"البحرين من الخكيكرة إلى قزقز 1811م – 1828م"

تتمتع البحرين بموقع له الأثر الكبير في تبوئها مركزاً اقتصادياً كبيراً في مجال التجارة في الخليج العربي والدول المطلة عليه، فيما أتاح لها موقعها الذي يتوسط دول الخليج العربي ميزة تفوق أهمية أي بلد في الخليج العربي، فكان أهل البحرين يقومون بدور الوسيط بين دول الخليج العربي فيما اكتسبوا من خلال اتصالاتهم خبرة تجارية واسعة، وأصبحت مركز التقاء الحضارات المتقدمة، وقد اكتسبت ذلك من شهرة تجارية ممتدة لعصور قديمة غابرة، والتي كانت كمركز تجاري بين حضارات الشرق والغرب. ظلت البحرين محتفظة بمكانتها التجارية حتى بعد عصر الاكتشافات الجغرافية الغربية، وحفر قناة السويس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، في الوقت الذي فقدت فيه الكثير من المراكز التجارية مكانتها. لقد كانت البحرين مسرحاً للنزاعات بين القوى الأجنبية المختلفة فيما لم تسلم البحرين من محاولات التوسع العربية الإقليمية أيضاً، وذلك راجع لما تحتويه من ثروة طائلة تمثلت في صيد اللؤلؤ. أظهر العتوب المهارة والحكمة في تعاملهم مع المعتدين، فحافظوا على البحرين بالتزامن مع فرض سيطرتهم على البحر ومحافظتهم على ثرواتها الطبيعية، وبخاصة تجارة اللؤلؤ التي كانت تمثل العمود الفقري للبحرين ولدول الخليج العربي في القرن التاسع عشر، وقد استمر إلى بداية ظهور النفط واندثار مهنة الغوص وصيد اللؤلؤ.