
الدين والعقل
Author(s) -
سعيد بن أحمد الأقندي سعيد بن أحمد الأقندي
Publication year - 2019
Publication title -
maǧalaẗ ǧameʼaẗ al-malīk abdul aziz. al-adab wa al-uʼlum al-īnsaniaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
ISSN - 1319-0989
DOI - 10.4197/art.27-3.1
Subject(s) - computer science
الدين والعقل هل يلتقي الدين مع العقل أم أنهما ضدان لا يمكن أن يلتقيان؟ وكيف كانت العلاقة بينهما عبر العصور؟ يحاول البحث الذي بين أيدينا الإجابة عن تلك التساؤلات , ورصد تاريخ العلاقة التي مرت بحالات من الاشتباك والتجاذب والصراعات وللهدن وفترات من التقارب والانسجام. ولابد لنا قبل استعراض تاريخ العلاقة بين الإيمان والعقل من تحديد مفهوم العقل. فالعقل هو ملكة يناط بها الوازع الأخلاقي. فعقل , تعني أمسك نفسه وردها .عن هواها , أما أشمل تعريف للعقل عند الفلاسفة فهو مجموع الوظائف النفسية المتعلقة بتحصيل المعرفة , كالإدراك والتداعي , والذاكرة , والتخيل , والحكم , والاستدلال. أما عن علاقة العقل بالدين تاريخيا فقد مرت بحالات من المد والجزر والاشتباك والتقارب. قفي الحضارة اليونانية وجدنا تحرر العقل من ضغط العقيدة الدينية ونفوذ رجالها. أما في العصر الوسيط (عصر القديسين) فلم يكن هناك نزاع بين العقل والإيمان , بل ساد اتفاق تام بينهما. وبدأ الاضطهاد الديني في أوربا حين خرجت السياسة الرومانية على شريعتها. وساد خلال القرنين الأولين اضطهاد لأتباع الدين الجديد. ولم تتوقف حملات التنكيل إلا بعد تبني القياصرة لذلك الدين. وغيّرت الكنيسة سلوكها بعد أن ظفرت بالسلطان. وأحكمت قبضتها على المشككين والمارقين والملحدين (مبادئ أوغسطين). ومالبثت أن دبت اليقظة في التيار العقلي فانقض على خصومه الكهنوت. وشهدنا صراعات دامية أعدم فيها الكثيرون من رواد الفكر الحديث. وفي القرن الثالث عشر بدأت الهوة تتسع بين العقل واللاهوت واستمرت الصراعات وبدأ الانفصال التام .بينهما برفض كل ما جاء به الوحي لعدم قابليته للبرهان العقلي. واستمر النزاع بين الإيمان والعقل في القرون اللاحقة إلى أن ظهرت النظريات العلمية التي برهنت خطل المفاهيم الدينية القديمة عن العالم كنظرية غاليله ونيوتن ودارون وكبلر ولابلاش وغيرها. وتم نزع سلطة الكهنوت سياسيا وإبعاد الدين عن شئون الحياة العامة.