
معالم الاستقرار الأسري ومقوماته
Author(s) -
مفتاح على حسين بالحاج
Publication year - 2017
Publication title -
mağallaẗ kulliyyaẗ al-ādāb
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2664-1682
pISSN - 2664-1674
DOI - 10.36602/faj.2017.n09.04
Subject(s) - medicine
إن التغيرات التي حدثت في المجتمع الليبي، وشيوع وسيادة الضوابط الاجتماعية الرسمية، والشعور بالمسؤولية نحو تحقيق المستقبل العلمي والمهني لجميع أعضائه من الذكور والإناث، والرغبة في التغير وتحقيق سبل المشاركة. تطلب بالضرورة تغيرا في القيم والمعايير التقليدية. وبمواكبة تحول وانتقال المجتمع من الشكل التقليدي إلى المجتمع الأكثر تحضرا، بفعل مؤشرات التحديث كالتعليم واتساع المشاركة في العمل والتعرض لوسائل الاتصال ونمو الحضرية، حيث شهد النظام الاجتماعي للأسرة تحولا وتغيراً بنائياً ووظيفياً. لعل من أبرز معالمه الانتقال من نمط الأسرة الممتدة إلى نمط الأسرة النووية، وتعليم المرأة وخروجها للعمل، وتحولا في القيم والمعايير التي تشكل أساسات التفاعل الاجتماعي الأسري بين المكانات والأدوار المختلفة. فالقيم في الحياة الأسرية التي تؤكد سلطة الزوج وسيطرة كبار السن، يعاد تشكلها حسب المكانات والأدوار والتغيرات التحديثية. فتعددت مصادر السلطة داخل الأسرة؛ بحيث وجد أفراد الأسرة طريقا في اتخاذ القرار،كذلك طبيعة المهام والأدوار والالتزامات القائمة على أساس تقسيم العمل هي الأخرى شهدت تحولا وتغيرا، وذلك بفعل التغير الذي أصاب أسسها في تقسيم العمل على الخصوصية القائمة على أساس النوع أو السن فتصبح قائمة على العوامل المكتسبة كالتعليم والتكوين والمساهمة في الدخل. والمتأمل في واقع الأسرة، يلاحظ أحداثاً كبيرة أصبحت تواجه وتهدد أركانها، ولعل السبب يعود إلى التحولات الاجتماعية والفكرية والثقافية والنفسية التي تعرضت لها المجتمعات، والاحتكاك بالثقافة الأخرى، وأبعادها التي أنعكس بعضها سلبا على الحياة الأسرية.بالإضافة أن إلى هناك عوامل أخرى ساهمت في إحداث شرخ في العلاقات الأسرية مثل تدني مستوى الدخل وخروج المرأة للعمل وعدم الوفاء الأسرة بالتزاماتها، وعجز ضعف الأسرة عن القيام بواجباتها، وتلبية حاجات أفرادها، يؤدي حتماً إلى عدم الاستقرار و التفكك الأسري.