
ابن الأنباري سيرته الذاتية وآثاره النوعية
Author(s) -
عبد الحكيم محمد بادي
Publication year - 2015
Publication title -
mağallaẗ kulliyyaẗ al-ādāb
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2664-1682
pISSN - 2664-1674
DOI - 10.36602/faj.2015.n05.01
Subject(s) - medicine
فإنّ الاطّلاع على جهود السابقين والنظرّ في سِيَرهم، والبحثَ عن تفاصيل حياتهم يُعَدُّ من الأمور الجليلة التي تربط حاضرنا بماضينا، وتمدّنا بزاد العِظة والعبرة والتدبّر، وتُشعرنا بمدى تقصيرنا وتفريطنا في التعامل مع التراث المجيد الذي خلّفوه لنا، وتدفعنا للسيْر على نهجهم، واتّباع مَسْلكهم العلميّ القويم.هذا وقد آثرتُ دراسةَ شخصية الإمام (الأنباري - ابن الأنباري)( )؛ لأني وجدتُ أنّ جماعةً من علماء العربية المبرّزين في القرون الإسلامية السابقة نالوا حظّهم من الإشادة والاهتمام بتصانيفهم شرحاً وتعليقاً وتحشيةً، كصاحب الكشاف والمفصَّل، وصاحب الكافية والشافية، وصاحب الألفية والتسهيل، وصاحب البحر والارتشاف، وصاحب الشذور والمغني ... أماأبو البركات عبد الرحمن الأنباري فذِكرُه في كتب التاريخ والتراجم عابرٌ، وترجمتُه هزيلةٌ لا تُناسِب مكانتَه العلمية وتصانيفَه النوعية؛ إذ تهمل كثيراً من جوانب حياته وتمرّ على جوانب أخرى مرورَ الكرام، وفي هذا الصَّدَد يقول أحد المعاصرين: وإنه لمن المؤسف حقّاً أنْ تمرّ هذه السنون الطويلة ولا يجد صاحبُ (الإنصاف) مَن يُنصِفه، وأنْ تكون بعض الصفحات القليلة ... والأبحاث المتفرِّقة في المجلاّت هي غاية ما ظَفِر به عالمنا الكبير [يقصد ابن الأنباري] حتى الآن( ).وعليه فإنني سأنضمُّ إلى الذين كتبوا عن الشيخ الجليل، لعلّي أُثري شيئاً عن حياته الخاصة والعامّة وسيرته العلمية، مختاراً عنوان: "ابنُ الأنباري سيرتُه الذاتية وآثارُه النوعية" ومستعيناً بعد عون الله وتوفيقه بمجموعة من كتب التراجم، ومستشفّاً منها المعانيَ السامية في شخصيّته، وناظراً في كتبه المتداوَلة وبعض ما كُتِبَ عنه ككتاب جميل علوش (ابن الأنباري وجهوده في النحو) وسائراً على النهج الآتي:تمهيد: أَوْجزتُ فيه طبيعةَ عصر الأنباري وملامحَه العامة، وأربعة مطالب خَصِّصتُ الأوّل منها: لحياته (نسبه ومولده ونشأته ووفاته). وتناوَلتُ في الثاني: سيرتَه (خُلقَه وزُهدَه ومجاهدتَه لنفسه ومكانتَه العلمية وشيوخَه وتلاميذَه). وعرضتُ في الثالث: آثارَه (مجموعةً من مؤلّفاته وبعضَ شعره). وفي الرابع: اخترتُ بعضَ ما اختارهُ جميل علوش من إسهاماته النحوية ومشاركاته وآرائه (الجدل النحوي وأصول النحو والخلاف النحوي). وخاتمة: رَصدتُ فيها ما تَوصّلتُ إليه من ملاحظاتٍ وفوائدَ.