
مفهوم نظرية المعرفة
Author(s) -
آمنة عبد السلام الزائدي
Publication year - 2015
Publication title -
mağallaẗ kulliyyaẗ al-ādāb
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2664-1682
pISSN - 2664-1674
DOI - 10.36602/faj.2015.n03.12
Subject(s) - medicine
تحتل نظرية المعرفة مكانة مرموقة بين العلوم البشرية، فهي أساس كل معرفة ونظرية يتبناها الإنسان، سواء أكان إلهيًّا أم ماديًّا، فيلسوفًا، أم عالِمًا طبيعيًّا، فإذا لم يتخذ الباحث موقفًا حاسمًا في مسائل نظرية المعرفة، فلن يمكنه الإذعان بشيء من سائر المعارف، فكأن نظرية المعرفة، أبجد العلوم وألفباؤها، فهي الحجر الأساس لكل رأي ونظرية يتبنّاه العالم في كل من مجال الفلسفة والعلم الطبيعي( ). فالبحث في مسائل المعرفة قديم قدم البحث في الطبيعة والإنسان، وما وراءهما، فقد كانت مسائلها مجالًا للبحث والنظر في ذلك الوقت الذي أخذ فيه بعض فلاسفة اليونان يعودون عن فلسفات أسلافهم في الوجود والعالم إلى الإنسان( )، وإذا كان الإنسان هو مركز الدراسات الإنسانية ومحورها، فإن نظرية المعرفة هي أساس هذه الدراسات وجوهرها، من حيث تعلق دراستها، بأهم أشكال الحياة الإنسانية، وهي المعرفة البشرية. وإذا كان (( البشر جميعًا يسعون إلى المعرفة بحكم طبيعتهم ))( )، فإن هذه المعرفة هي التي تحرر العقل من الوهم، وتحرر سلوكه من الغلط، وتساعده على تمييز الحق من الباطل، والصدق من الكذب، والصواب من الخطإ، والطيب من الخبيث، والخير من الشر؛ ولن يتمكن الإنسان من العمل بحكمة، دون أن يتعرف على ذاته، ويعرف عالمه، ويتخلص من عزلته، ويفتح باب التواصل مع الآخرين عن طريق اكتساب المعرفة( ).وتتجلى أهمية اختيار هذا الموضوع أبراز ما للمعرفة من دور حقيقي وخلاق في بناء الحضارات وتقدم الأمم لاتصالها بالعلم على مختلف مجالاته، ولما كان اليقين الحق في المعرفة هو مطلب الأسمى. ولما كان هذا المطلب هو مطلب كل باحث في المعرفة؛ من هذا المنطلق اختارت الباحثة دراسة مشكلة نظرية المعرفة. لذلك حاولت الباحثة في هذه الدراسة الإجابة عن العديد من التساؤلات التي يثيرها موضوع البحث، وهي كالآتي:1- ما المعرفة؟ 2- ما الذي يمكن أن نعرفه؟ 3- كيف نعرف مانعرفه؟ لذلك فإن القضية المحورية في هذا البحث تتمثل في الكشف بالبحث والدراسة المراد بنظرية المعرفة، في إطارها الكلي الذي يرتكز على وجود علاقة بين الذات المدركة والموضوع المدرك، مبينة أهم المشكلات التي تنشأ عن ذلك، فمسألة المعرفة من أهم المسائل التي تميز بها التراث الفكري الإسلامي بمختلف مجالاته ومذاهبه، لاسيما الفلاسفة، إذ ترتبط عندهم ارتباطًا وثيقًا بنظرياتهم المختلفة في تفسير الوجود أو الكون (الله - العالم - الإنسان). فموقف الفيلسوف المعرفي لا ينفصل عن مذهبه العام في الوجود والطبيعة، فيتأسس رأي كل فيلسوف في المعرفة على مذهبه في الوجود تأسسًا ذاتيًا. أما المنهج المتبع في هذا البحث فهو المنهج التاريخي والتحليلي