التكثير في العربية: دراسة استقرائية من واقع كتب النحو والصرف والمعاجم اللغوية

هذا بحثٌ لُغويٌّ بعنوان: (التكثير في العربية دراسة استقرائية من واقع كُتُب النحو والصرف والمعاجم اللُّغوية)، قُمْتُ فيه بجمْعِ ما تفرَّقَ من الصيغ والكلمات التي تدُلُّ على التكثير في لُغتنا العربية، معتمدًا في ذلك على كتُب النحو والصرف ومعاجم اللغة، محاولاً استقصاءَ تلك الصيغ وجمْعَ شتاتها المتفرق هنا وهناك، باذلًا كُلَّ ما في وُسْعي مِن أجل الإحاطة بها قَدرَ الإمكان، على الرغم مِمَّا في ذلك مِن صعُوبة كبيرةٍ ومَشقَّةٍ بالغةٍ؛ لأن جمع الشيء المتفرِّق يتطلَّب جُهدًا كبيرًا، ويستغرق وقتًا طويلاً، ويستلزم صبرًا جميلًا.وتكمُنُ أهمية هذا البحث فيما يلي:1. فيه تحقيقٌ لغرضٍ من أغراض التأليف السَّبْعة التي حَدَّدها أسلافُنا، والغرض الذي تم تحقيقُهُ في هذا البحث هو جَمْعُ المتفرِّق.2. فيه بيانٌ لِمدَى ثراءِ لُغتِنا العربية واتساع رِحابها وغزارة مُفرداتها، وكثرة صِيَغِها الدالة على التكثير والمبالغة، فهي -كما وَصَفَها الشاعرُ حافظ إبراهيم- بَحْرٌ زاخِرٌ بالدُّرَر، حيث قال على لسانها: أنا البَحْرُ في أحشائهِ الدُّرُّ كامنٌ ∴ فهَلْ سَألُوا الغّوَّاصَ عَنْ صَدَفاتي؟3. فيه استقراءٌ للصيغ الدالة على التكثير في اللغة العربية، وهذا من شأنه أن يُمَكِّنَ الدارس للعربية والمتخصصَ فيها من الوقُوف على تلك الصيغ والإلمام بها.4. اعتمادُهُ على أمُّهات المصادر والمراجع في اللغة العربية من معاجم لُغوية وكتب نحوية وصرفية.5. هذا ويكتسب البحثُ أيضًا أهميةً أُخرَى من مَدى الجهد المبذول فيهِ والوقت الذي استغرقَهُ، فقد استغرقَ إعدادُه وتجميعُهُ وقتًا طويلًا؛ لأنه يقوم على تجميع المتفرق هنا وهناك وجمع شتاتهِ.وقد اقتضتْ طبيعةُ البحث تقسيمَهُ بعد المقدّمة إلى سبعة مباحث: المبحث الأول: صيغ المبالغة ودلالتها على التكثير.المبحث الثاني: كم الخبرية الدالة على التكثير.المبحث الثالث: كأيِّنْ الدالة على التكثير.المبحث الرابع: جموع الكثرة ودلالتها على التكثير.المبحث الخامس: ما دلَّ على التكثير من الأعداد وصيغ التثنية .المبحث السادس: ما دَلَّ على التكثير من صيغ الأفعال والمصادر.المبحث السابع: ما دلَّ على التكثير مِنْ غَيْرِ ما تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. ثُمَّ خُتِمَ البحثُ بخاتمةٍ تضمَّنتْ أهمَّ النتائج التي توصَّلَ إليها الباحثُ من خلال البحث والدراسة.