التكييف الفقهي لبيع الحسابات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي؛ حساب الفيسبوك أنموذجاً

دخلت عقود المعاملات المالية اليوم إلى عالم الفضاء الإلكتروني بشكل عام، ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص، والتي أسهمت في إكساب الشهرة لبعض أصحابها، مما دفع بعض الشركات إلى الطلب من بعض أصحاب تلك الحسابات كي يقوموا بترويج السلع لها. وقد أوجد ذلك حافزاً لدى فئة من أصحاب تلك الحسابات لعرض حساباتهم الشخصية للبيع على من يرغب. وعليه؛ فقد جاء هذا البحث لبيان التكييف الفقهي لبيع تلك الحسابات الشخصية في منصة فيسبوك، وذلك من خلال اتباع المنهج الوصفي، والاستقرائي، والتحليلي، والاستنباطي. وتضمن مبحثين اثنين، تناول الأول تعريف بيع الحسابات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي من الناحية الفقهية، واحتوى الآخر على التكييف الفقهي لبيع الحسابات الشخصية في منصة فيسبوك متوصلاً بذلك إلى التكييف الفقهي للعلاقات التعاقدية بين أطراف العلاقة الممثلة بمنصة فيسبوك وصاحب الحساب والمشتري: فالعلاقة بين فيسبوك وصاحب الحساب في المنصة كُيّفَت على أساس أنها عقد إعارة. والعلاقة بين صاحب الحساب والمشتري كُيّفَت على أساس أنها عقد بيع للمحتوى فقط. والعلاقة بين فيسبوك والمشتري كُيّفَت على أساس أنها عقد إعارة. وعليه؛ يجوز بيع الحسابات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي بإذن من المنصة (شركة فيسبوك مثلاً). وإن كان هناك من توصية فيتوجه بها إلى المجامع الفقهية في العالم الإسلامي لبيان الأحكام الفقهية لمواقع التواصل الاجتماعي من بيع ونحوه؛ وذلك لأهميته وشيوعه.