الرّؤية العُلويّة في شعرِ المتنبّي

ترمي هذه الدِّراسةُ إلى لفتِ النَّظر لظاهرةٍ فنّيّةٍ أجادَ المتنبّي التَّعاملَ معها،فامتدتْ إلى مساحاتٍ واسعةٍ من شعرهِ، لتصافحَ مجرياتِ حيواته، وتغيراتها،وتطوراتها. وإذا كَانَ المتنبّي قَدْ مَلأَ الدّنيا وشَغلَ النَّاسَ؛فإنَّ الدِّراسةَ ستتوقفُ عندَ قضيةٍ أثارتِ المتلقي، ومدّته بمرئياتٍ مثرية حول ثقافةِ الشَّاعر بالنُّجومِ والكواكب ولاسيما إدراكُه العميق لمعانيها واستيعابه مَا فيها من أفكار وقيم جماليّة،ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالموضوعاتِ التي اختلفَ إليها المُتنبّي. ومهما يكنْ، فهذا البحثُ سيعرضُ لتعاملِ الشَّاعرِ مع الأجرامِ السَّماويّة، وكيفية توظيفها في أشعارهِ كمواطنِ محاججة،قادرة على تفتيقِ عوالمِ السَّماء الغائرة ومصطلحاته المتمركزة في البنى النَّصّيّة. وبلوغ مقصد البحث يتطلب على المستوى المنطقي أنْ يؤدي وظيفةً عبر محورينِ اثنينِ،هما: مدلولاتُ الكواكبِ والنُّجومِ والأجرام السَّماويّة في شعرِ المتنبّي. أَثرُ توظيفِ بدائع السَّماء ودراريّها في مكوناتِ وزخارفِ الصُّورةِ الفنّيّة.