الحيوان بين الحياة والدين في عصور ما قبل التاريخ في مصر وبلاد الرافدين

عاش إنسان عصور ما قبل التاريخ حياة صعبة تقاسم فيها سبل العيش مع الحيوان، ولقد كان للحيوان أهمية ومنفعة كبرى؛ والمنفعة المقصودة هنا ليست فقط منفعة الاستخدام الفعلي للحيوان، وإنما يُقصد بها أيضاً الصناعات القائمة على الحيوان، فانطلاقاً من قاعدة الحاجة أم الاختراع استخدم إنسان عصور ما قبل التاريخ كل ما وفرته له البيئة من خامات ومصادر طبيعية لخدمة أغراضه الحياتية، وكان الحيوان أحد تلك المصادر، إذ اعتمد عليه الإنسان كمصدر للطعام، واستخدمه في كثير من الأعمال؛ وكذلك استخدم كل ما نتج عنه في صناعات عدة يسرت له سبل الحياة. ولم تقف أهمية الحيوان عند حد المنفعة الدنيوية، فقد كان للحيوان أهميته العقائدية والرمزية، اذ ارتبط في ذهن إنسان عصور ما قبل التاريخ بأمور عده كان منها الصيد السحري؛ العلاج الروحي؛ الدلالة الطوطمية وغيرها من الأمور التي أظهرت الأهمية الدينية للحيوان سواء في مصر أو بلاد الرافدين. ومن ثم تحاول الدراسة أن تجيب على تساؤلات عده: - متى عُرف استئناس الحيوان؟ ما هو الصيد السحري؟ ما هي أهم الصناعات القائمة على الحيوان؟ ما هي العقاقير الحيوانية وما علاقتها بالعلاج الروحي؟ ما هي أدلة تقديس الحيوان في عصور ما قبل التاريخ؟ هذا ما ستتناوله الدراسة بالبحث من خلال التعرض لشتى هذه المواضيع ودراستها وتحليلها سواء في مصر أو بلاد الرافدين.