"ديناميــة العولمــة وتحولاتهــا الفكريــة في التصميم الداخلــي للمساجــد المعاصــرة"

تُعد العولمة من أهم صيرورات العالم المعاصر وتحولاته فهي المهيمن والمتحكم في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدينية عبر ما أفرزته من تحكم فكري وثقافي أسهم في ازدواجية الفكر والشخصية العربية, وقد طالت العولمة مجمل التخصصات ومنها التصميم الداخلي نتيجة لما حققته من تقدم علمي وتكنولوجي هائل أثمر عن ظهور مواد وتقنيات حديثة في التصميم والتنفيذ أسهم كثيراً في التحولات التصميمية التي برزت في تصاميم الأبنية المعاصرة والتي ظهرت بأسلوب غربي بعيد عن ثقافتنا العربية, وقد طال هذا التحول أبنية المساجد العربية التي لطاما كانت تستند إلى عادات وتقاليد ثابتة ترتبط باعتبارات تاريخية وعقائدية وتراثية نابعة من سمة المجتمع العربي, وقد فرضت فيها العولمة النمط العالمي وفقاً لمرجعتيها وفكرها, وتتأثر بنية التصميم الداخلي واتجاهاته بمؤثرات فكرية قد تكون داخلية نابعة من تطور المجتمع  أو خارجية نتيجة فعل العولمة وما تؤول إليه من فكر قد يلاقي القبول أو الرفض في المجتمع, ونتيجة لذلك أصبح الفكر التصميمي يصطدم ما بين الاستحواذ على الثقافة الأصيلة للمجتمع وما صُدِّر له من ثقافات أخرى نتيجة العولمة, وبين هذه وتلك ظهرت تحولات فكرية انعكست على أسلوب ونمط التصميم الداخلي في المجتمعات العربية أثرت في الشكل والفكر التصميمي للمساجد الدينية لتكون ميداناً خصباً للحوار والنقد لا سيما وأن العولمة اصطدمت باتجاهات الأخلاق والقيم المتجذرة في اتمع العربي الذي يحمل خصوصية وصولاً إلى مشكلات تتعلق بالتاريخ والتراث المحلي بعد ما سعت العولمة لرفع الحواجز والقيود اُتمعية وفتح الحدود وما يتعلق بالحريات الشخصية ومنها الدينية, ومن هنا نجد مبرراً علمياً لتناول موضوع الدراسة الحالية, إذ يمكن إجمال المشكلة البحثية فيها عبر الآتي: "الافتقار في تحديد دينامية العولمة وتحولاتها ضمن رؤى المصمم الداخلي". ويتضمن البحث في مقدمته على عرض الاطار المنهجي للبحث مع تحديد أهم المصطلحات, من ثم الإطار النظري الذي ضم بدوره مبحثين الأول: (دراسة الدينامية وفعل العولمة في التصميم الداخلي)، والثاني: (تحولات العولمة الفكرية في تصميم المساجد المعاصرة), وتلا ذلك إجراءات البحث مدعومة ببعض النماذج التصميمية التي تم تحليلها والخروج بنتائج البحث التي نتجت عن عملية التحليل ثم الاستنتاجات.