نشأة وتطور الأحزاب البربرية ( الأمازيغية ) في الجزائر 1945 – 1991

أن تاريخ الجزائر المعاصر، ولاسيما بعد مرحلة الاستقلال يكشف بوضوح أن هناك أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية حادة في بعض الأحيان، وهي من آثار المرحلة الاستعمارية على الأغلب، وهناك تحديات قديمة- جديدة، تواجه الهوية العربية الإسلامية في معظم الأقطار المغاربية، بدأت تعبر عن نفسها في النزعة الفرانكوفوتية والنزعة البربرية (الأمازيغية) والنزعة الزنجية، وهذا يعني أن الوحدة الوطنية والهوية لكل قطر مغاربي أصبحت مهددة وبدرجات متفاوتة، ويدفع ذلك الى مزيد من الضعف والتراجع، وتهديد الأمن الثقافي، ناهيك عن التهديدات الأخرى، هذا مما دفع بعض المؤرخين الى قول: "أن فرنسا أدركت أن الاحتلال العسكري لم يؤت ثماره في اخضاع الجزائر، فوجدت في القضية البربرية الوسيلة الوحيدة لتفكيك الوحدة الوطنية ووضع البربر في مواجهة مع العرب بعد إلحاقهم باللغة الفرنسية، ومن ثم الديانة النصرانية". تناول البحث الاستعمار الفرنسي للجزائر وطبيعة الموقف الوطني منه، إذ أتبع الفرنسيون سياسات مختلفة تجاه أقطار المغرب العربي، ففي الجزائر مثلاً اتبعوا سياسة الإدماج، ومن ثم سياسة الإدارة المشتركة، ونتيجة لذلك ثار الشعب الجزائري في حقب مختلفة ضد هذه السياسة كما يناقش نشأة الأحزاب البربرية في الجزائر، وتتضمن الأحزاب الجزائرية بعد الحرب العالمية الأولى بصورة عامة، وأسباب نشأة الأحزاب البربرية في الجزائر، الأسباب الداخلية المتمثلة بسياسة الحكومات الجزائرية تجاه البربر، وأسباب خارجية تتمثل بسياسة فرنسا ورغبتها في فصل البربر عن العرب وختاما كرس البحث لدراسة أهم الأحزاب البربرية التي ظهرت على الساحة الجزائرية، وموقف هذه الأحزاب من التطورات الداخلية في الجزائر منذ عام 1945 وحتى عام 1992.