
المفاهيم والمصطلحات القرآنية: مقاربة منهجية
Author(s) -
عبد الرحمن حللي
Publication year - 2004
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v9i35.1451
Subject(s) - psychology
منذ قرون والفكر الإسلامي يعيش مخاضاً يزداد عسراً يوماً بعد يوم نظراً للتحولات السريعة في أنظمة الحياة وبطء المسلمين في درسها واستيعابها والتعامل معها. وكل محاولة للخروج من ضيق الأفق من أجل بلورة رؤية جدية وجديدة للأمور تؤول لنقطة البداية، التي تحصر أفق البحث والنظر بحدود التاريخ والإمكانات المتجلية فيه. ويزداد هذا الأفق ضيقاً عندما يُتناول النص القرآني بالدرس بينما النص نفسه يفترض العكس؛ إذ يتميز النص القرآني بخصائص تجعل منه مَعيناً يمكن لقارئه ومتدبره أن يدرك معنى وصفه بأنه لا يخلق على كثرة الرد، وكونه نصاً معادلاً للوحي الإلهي في التاريخ وبديلاً عنه في مرحلة ختم النبوة، هذه الخصائص تنبع من بنائية القرآن المطلقة[1] والتي تكتسب هذه الصفة من البعد الإلهي للنص لا من حيث المصدر فحسب إنما من حيث استمرارية الحفظ الإلهي له وطابعه المهيمن، هذه الإطلاقية إنما تتجلى عبر منهجية القرآن المعرفية[2] والتي قاربت عصر النـزول بما هو واقع محسوس لتنتقل بهذه المعالجة التاريخية إلى القيم القرآنية المطلقة التي كُلِّف الناس بمقاربتها، فكان النص القرآني ينطلق من ظروف عصر النـزول ليفتح أنظار المتلقي إلى آفاق أرحب وأوسع مما هو بحاجة إليه في لحظة النـزول تلك، وبذلك كان القرآن نصاً يعالج الحدث التاريخي بلغة ومنهجية تتعالى عليه وتشده إلى المستقبل، عبر صياغة نصية موحاة من الله تتسم بالاستمرارية، وذلك من خلال صموده رغم تغيرات الزمان والمكان، وأوصافه القرآنية تدل على ذلك، فأصبح معيناً يمكن للإنسان أن يهتدي من خلال مقاربته -والتي هي نسبية بطبيعة الحال- إلى التي هي أقوم ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.