
مفاهيم القرآن وتحديد مهام الأنبياء
Author(s) -
طه جابر العلواني
Publication year - 2003
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v9i34-33.1473
Subject(s) - business
مما لاشك فيه أن الرسالة الخاتمة قد استوعبت تجارب النبوات كلها، واستعرضت تاريخ الرسل مع أقوامهم وأنواع خطابهم والحوار والجدل الذي كان يدور بينهم وبين أقوامهم، وتنوع خطابات الأنبياء وتعدد مضامينها -وفقاً لعوامل الاستجابة والرفض والإقبال والصدود والقبول والإعراض، ورسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن بدعاً من ذلك.
ولقد عرض القرآن الكريم الكثير من التجارب النبوية التي كانت في بعض الأحيان تواجه بالصدود والإعراض، حتى إذا مات النبي أو فقد اتخذ الناس من قبره وثناً قدسوه وربما اتخذوه رباً أو إلهاً، فحرص القرآن الكريم على أن لا يتكرر هذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع قومه. من هنا امتلأ القرآن الكريم بالآيات الكريمة التي تحدد المفاهيم بدقة وتضع الفواصل الدقيقة والكبيرة بين النبوة، وهي من عالم الغيب والأمر، والألوهية وهي من عالم الأمر والغيب كذلك، لكي لا تكون هناك أية فرصة للخلط وتكرار أخطاء الأمم السابقة، التي حاولت أن ترى الفوارق بعد طول الأمد وقسوة القلوب بين النبوة والرسالة والربوبية والشفاعة والألوهية والخالقية ومستويات الأمر والإرادة والمشيئة، فأخطأت السبيل وضلت الطريق وحولت النبوات والرسالات إلى وسائل للضلال بدلاً من وسائل هداية. ولذلك فإن القرآن الكريم لم يمل من التوكيد على بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الوقت نفسه وجوب طاعته فيما يأتي به من الله عز وجل والتحذير من مخالفته، خاصة في التحذير من الخط الفاصل الدقيق الذي قد يؤدي إلى الخلط والإرباك بين متلقي الرسالة وبين صاحبها تبارك وتعالى. وفي هذا الإطار يمكن أن ندرك عظمة الآيات الكريمة الكثيرة التي تعلقت في هذه المجالات وأوضحتها بأفضل ما يكون الإيضاح، قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ، كذلك نستطيع أن نفهم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر الناس من المبالغة في تعظيمه للأسباب ذاتها، وفي هذا الإطار نستطيع أن نقرأ سائر أحاديثه صلى الله عليه وسلم خاصة التي سبقت انتقاله إلى الرفيق ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.