z-logo
open-access-imgOpen Access
مركزية القضية التربوية في فهم واقع الأمة وأسباب تخلفها
Author(s) -
سعيد إسماعيل علي
Publication year - 2002
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v8i29.1561
Subject(s) - environmental science
طول حقب التاريخ المختلفة قامت حضارات متعددة، تباينت في مستواها وفقاً لمتغيرات الزمان والمكان. وأياً ما كانت الحضارة، قديمة أم وسيطة أم حديثة، غربية أم شرقية، فإن هناك سنة إلهية لا تخطئها عين مستقرئ لحركة التطور الحضاري، ألا وهي أن (الإنسان) هو منشئ الحضارة، بعقله وبقلبه وبيده، وعندما نقول (الإنسان) فإننا نقصد بذلك جملة البشر الذين تقوم على أكتافهم البنية الحضارية. لكن الإنسان لا يبني الحضارة هكذا بسلوك فطري، مثلما يأكل وينام ويشرب ويتناسل.. إنه يبنيها بسلوك تَعَلَّمَه، ويُعلِّمه لمن يأتي بعده من أجيال لاحقة، بحيث يحدث ما يسمى بالتراكم المعرفي والتقني، ولعل هذا هو النقطة الفارقة بين الإنسان وغيره من الكائنات الحية الأخرى، فهو إذ يتعلم شيئاً، ينقله لمن بعده، فيتقدم عليه خطوة، وهكذا حتى يرتفع البناء الحضاري، ويصبح حاضر الإنسان أكثر تقدماً من أمسه، وينبئ الغد بمستقبل أفضل من حاضره وأمسه، وإذا لم يحدث هذا، قلنا إن البناء الحضاري بدأ يتهاوى، وهو الأمر الذي حدث بالنسبة لمختلف الحضارات السابقة. وإذا كانت هذه سنة إلهية حضارية، تصدق على كل أمة، فإن الأمة الإسلامية تجد التربية أمامها في موقع أكثر أهمية، وبالتالي تقع على عاتقها مسئولية أشد خطورة، لماذا؟ لأن الدين في لُحمته وسُداه ليس مجرد نصوص يتحرك بها اللسان أو تعيها الذاكرة، أو تسطر على صفحات الورق، ولا هو مجرد شعائر يؤديها المسلم، وإنما هو بالدرجة الأولى "حياة كاملة".. سلوك يتشخّص عبر بُنى إنسانية تقول ما يصدقه عقلها ويطمئن إليه قلبها، وتفعل ما تقول، وتسلك وفق ما تؤمن به، وتتعامل بما تؤمر به وتُنهى عنه. إن هذا يعني أن التربية بالنسبة للدين ضرورة وجود، وحتمية استمرار، وآية ذلك أننا نرى في عصرنا الحاضر أن القيام بالشعائر الدينية الإسلامية يتسع مداه يوماً بعد يوم، فبيت الله الحرام عامر يومياً بعشرات الألوف، بل ومئات الألوف طوال العام بالمعتمرين والحجاج، والمساجد في كل أنحاء العالم الإسلامي مملوءة بالمصلين، وآيات القرآن تتلى من قبل الملايين من المسلمين، وسوق الثقافة يزخر بالكتب الدينية التي تجد إقبالاً لا مثيل له قياساً إلى العديد من المجالات الأخرى، وهكذا ومع ذلك، فالمسلمون في حالة من التفكك والضعف والتأخر مما يجعلهم مطمعاً لقوى الاستغلال والنهب والاستعباد، وهم يعيشون حالات من التبعية تبعث على الخجل، فهل يتصور عقل يعي حقيقة الإسلام، أن مظاهر التدين المختلفة التي سقنا أمثلة لها هي سبب هذا التفكك وهذا التشرذم والتبعية والضعف والتخلف؟ ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here