
علم التاريخ إشكالات المنهجية ومشروعات الأسلمة
Author(s) -
إبراهيم أبوشوك
Publication year - 2001
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v6i24.1711
Subject(s) - computer science
علم التاريخ هو العلم الذي يقوم بدراسة أحداث الماضي البشري وآثاره دراسة علمية تقوم على البحث والتثبت والتحقق والملاحظة والمقارنة والتجربة والاستدلال والاستقراء، وذلك لفهم الوقائع التاريخية في إطار الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي أحاطت بها وشاركت في تكوينها. وتقدر قيمة العمل التاريخي المكتوب بثقافة المؤرخ ودرجة إلمامه بمنهج البحث التاريخي القائم على نقد الأصول والمراجع التاريخية، وربط أحداث الماضي وعللها بالنتائج، ثم استخلاص الحقائق وتنظيمها وتفسيرها وعرضها بطريقة علمية وموضوعية.
إن المؤرخين طوتئف شتى: طائفة تكتب عن منهج البحث التاريخي الذي يساعد في اختيار موضوع البحث، وجمع الأصول والمصادر، وتحقيق النصوص واستنطاق الحقائق الواردة فيها، ثم ترتيب المادة التاريخية ونقدها وتبويبها وعرضها عرضاً علمياً. وأخرى تهتم بفلسفة التاريخ التي تكرس جهدها في دراسة حركة التاريخ ككل وفق قراءات يبحث فيها عن النظريات والقوانين والقواعد التي يمكن أن تحكم مسار الحوادث التاريخية. وثالثة تعطي الأولوية إلى تحقيق الأصول والمصادر التاريخية بحجة أنها المادة الأساسية التي يقوم عليها بناء مفردات الحدث التاريخي. أما السواد الأعظم من المؤرخين فيهتم بدراسة الأحداث الأحداث التاريخية التي عاصرها ويرويها بروح العصر الذي تشكلت فيه، أو يهتم بتدوين وقائع التاريخ التي لم يشهدها ولم يعشها لكنه يجتهد في إعادة صياغتها واستنطاقها وفق الأصول والمصادر المتاحة له. ولا شك أن هذا التنوع التخصصي قد جعل عملية البحث التاريخي في تطور طردي متجدد بتجدد المصادر التاريخية نفسها وظهور مناهج البحث الأكثر قدرة على تحقيق الأصول واستنطاق الحقائق الواردة فيها استنطاقا منطقياً. ونتيجة لهذا التطور الطردي ظهر عدد من المدارس التاريخية ذات التوجهات الأديلوجية التي حاولت أن تقدم بعض النظريات والقوانين المفسرة لأحداث الماضي البشري وفق معطيات الفكر الإيديولوجي المعني بالأمر وأهدافه المرجوة، إلا أن هذا التوجه في مجمله كان يحمل بعض الإشكالات المنهجية التي أفضت إلى رفضه في بعض المحافل العلمية، أو قادت إلى ظهور إسهامات فكرية أخرى تحاول أن تتجاوز إخفاقات المشروعات المنهجية المناقضة لها أيديولوجياً. ومن هذه الإسهامات مشروع أسلمة علم التاريخ، ذلك المشروع الذي استقى ثوابته العلمية من الفكر الإسلامي القائم على قيم عقدية تختلف اختلافا جذريا عن المرتكزات الفكرية الغربية الخاصة بتقسير قضية الخلق والكون ودور العناصر الغيبية والمحسوسة في تحديد مسار التاريخ البشري. فلا غرو أن هذا المشروع بروافده المختلفة قد افلح في تفنيد دعاوى المدارس العلمانية والماركسية ودحض بعض فرضياتها وحججها حول الواقعة التاريخية والمسألة الحضارية المرتبطة بخلق الإنسان وتطور ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.