
الإشارات الإلهية لأبي حيان التوحيدي
Author(s) -
إبراهيم السامرائي
Publication year - 2000
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v6i21.1753
Subject(s) - geography
أقول: هذا الكتاب من مصنفات أبي حيان التوحيدي كما أثبتها ياقوت في "معجم الأدباء"، وذكر أنه جزءان.غير أن الذي بقي منه الجزء الأول في مخطوطة فريدة في ""الظاهرية". لقد نشر الدكتور بدوي هذا الكتاب نشرة أولى في مصر، ثم أعاد نشره في الكويت، ولكنه في هذه النشرة الثانية لم يشر إلى نشرته الأولى.
وقد نشر الكتاب في بيروت منذ عدة سنوات، وقامت بتحقيقه الدكتورة وداد القاضي، وقد نال الكتاب في هذه النشرة البيروتية عناية لم أر ما يماثلها أو يقرب منها في نشرة الدكتور بدوي، هذه العناية بدت واضحة في ضبط النص وأذكر أني قرأتها منذ أكثر من عشر سنوات، فلم أتوقف في شيء يشكو منه النص على نحو ما كان حين قرأت هذه النشرة الكويتية.
إن مادة الكتاب تندرج في لغة خاصة هي لغة الدعاء والابتهال إلى الله ولا تخلو فيما كان فيها من دأب الزهد من لمحات صوفية أو فلسفيـة. وهـي في الجملة أدب رفيع وفرته له لغة مواتية، وعربية سمحة، تتحول في سماحتها من طواعية أصلية إلى أدب عميق، يتسع بالتعقيد أدته عربية لغوي ضليع في فنه.
على أن هذا الأدب قد اشتمل على صفحات مؤلمة عرض فيها أبو حيان لآلامه وأوجاعه وما عاناه في الدنيا، ومالقيه من أهل الدنيا.كل ذلك قد صرفه عن العاجلة الفانية إلى الباقية الخالدة.
وأنت في هذه الأوراق الحزينة وصل إلى أدب أبي حيان في نقده للناس، وتصويره للمجتمع، وفي سيره لأغوار النفس الإنسانية.وقد تهيأ لأبي حيان هذا الأدب الرفيع لما كان له من طاقة في عربية لم يملكها إلا خاصة الخاصة.
لقد قال المعنيون بأدب أبي حيان إنه كان ينظر إلى الجاحظ، وإنه قد أعجب بأدبه، غير أن الجاحظ قد صور مجتمعه الذي نفر منه فأتى على نقائص الناس بما أتيح له من سخرية لاذعة، فلم يشق شقاء أبي حيان الذي حمله شقاؤه على الانفصام عن الدنيا غير أن أبا حيان الذي شقي بدنياه كما شقي بأهل عصره ظل أديباً عرف الكلمة، وتعلق بها، وسطر بها فكره على نحو يقرب من الشعر.وكأنه أخضع هذه المادة في الزهد وما فيها من لمحة صوفية إلى نماذج أدبية فنية رفيعة ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.