Open Access
التحوّلات السياسية في عهد معاوية بن أبي سفيان: دراسة لطبيعة العلاقات بين القيادتين السياسية والعلمية
Author(s) -
سباهتش عمر
Publication year - 2000
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v5i20.1763
Subject(s) - computer science
لقد جلبت "الفتنة" التي وقعت بين الصحابة فيما يعرف بموقعة الجمل وموقعة صفين، وما رافقها من الأحداث اهتمامات الباحثين المسلمين وغيرهم –قديماً وحديثاً-، ولا تزال تشهد دراسات تلك الحقبة التاريخية تقدماً مطرداً، إذ تتعدد الآراء والتوجهات حول الموضوع بكثرة نزعات وغايات ومناهج مختلف الباحثين. وكذلك صارت مكانة القيادة العلمية في المجتمع الإسلامي ودورها في صياغة التاريخ الإسلامي موضع اهتمام كثير من الناس-قديماً وحديثاً-، ولا سيما تلك الجوانب التي تتعلق بطبيعة علاقتهم بالقيادة السياسية إبانَ الأزمات والتوترات السياسية الداخلية المتباينة الأبعاد والدواعي والصيغ. ولعل كثرة الدراسات التي اهتمت بالقضية من جانب، وأهمية القضية في حدّ ذاتها من جانب آخر، قد دفعتني على كتابة هذا البحث الذي عنونته بـ"التحوّلات السياسية في عهد معاوية بن أبي سفيان: دراسة لطبيعة العلاقات بين القيادتين السياسية والعلمية". وكما يبدو من العنوان فإنني أودّ أن أكتشف إن كانت هناك علاقة بين زوال الخلافة الراشدة ثم قيام الدولة الأموية على أنقاضها وبين تشكّل نشوء وتوسع الفصام بين القيادتين السياسية والعلمية في العصور اللاحقة. ومما لا ريب فيه أن الأمر لم يكن هيناً؛ هنـالك افتعـالات وافتراءات كثيرة وجدت طريقها إلى مصادرنا التاريخية على أيدي الأحزاب والفئات الدينية والسياسية المختلفة الناشئة، أو وُضعت بذور نشأتها حين كانت الفتنة في عنفوانها، لتثبت هذه الأحزاب والفئات مواقفها ثم تروج بها مواقفها وتصوراتها إزاء مواقف وتصورات الآخرين. وعليه، فإن المنهج الأليق لمعالجة هذا الموضوع هو المنهج التاريخي التحليلي النقدي الاستنباطي، وذلك إن أردنا في النهاية أن نحصل على آراء علمية موضوعية وتصورات سديدة سليمة.
إنّ المقصود من القيادة السياسية في هذا البحث تلك النخبة السياسية التي كانت تتولى مختلف شؤون الأمة الإسلامية، والتي كان يتزعمها الخليفة معاوية بن أبي سفيان وغيره من أعضاء الأسرة الأموية. وبالنسبة إلى القيادة العلمية فنقصد بها أولئك الصحابة والتابعين الكرام الذين تعلموا دينهم فهماً وحفظاً وتطبيقاً فهم لم يترددوا لحظةً واحدةً في صرف كلّ ممتلكاتهم المادية وطاقاتهم المعنوية؛ لإحراز ذلك الغرض، صاروا أئمة مُتّبعين. إن الفترة التي نعالجها هب الفترة التي شهدت تغيراً ذا شأن وخطر على المجتمع الإسلامي الجديد، بحيث إن كثيراً من المسلمين أُخذوا على حين غِرة وعجزوا منذهلين عن تشخيص الداء وتحديد وجه الحقّ في الصراعات الجارية. ولم يكن ذلك ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.