z-logo
open-access-imgOpen Access
في فقه الإصلاح الإسلامي
Author(s) -
عبد القادر التيجاني
Publication year - 1999
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v5i17.1801
Subject(s) - psychology
أن ظاهرة الاستعمار الأوروبي لأجزاء الإسلامي الإفريقية، وظــاهرة المقاومة الإسلامية الشعبية المناهضة لها قد حظيتا ببعض الاهتمام ولاسيما لــدى المؤرخين – الأوروبيين؛ ولكن قل ما نظر إليهما في إطار التآكل الداخلي الــذي كان يمر به العالم الإسلامي لقرون متعددة من الأقطار الإسلامية منــذ الربــع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي لم تحظ بتشخيص واف، ولاسيما فيمــا يتعلق بجهازها المفهومي الذي تتصل عبره بمصادر الإسلام الأساسية وبمصــادر المعرفة الغربية الحديثة. نفترض في هذه الدراسة شأن إعادة بناء المجتمع المسلم المعاصر تقتضي إعــادة النظر في جهازه المفاهيمي الذي هو نسيج مختلط من القرآن والتراث والفكــر المعاصر، ولذلك فإن المحاولات المتكررة التي يقوم بها دعاة التجديــد الديــني لإعادة تفسير القرآن هي في اعتقادنا محاولات يقصد بها اســتخلاص عناصر الدين الخالدة من التجارب التراثية وتعديتها –أي عنــاصر الديــن- للواقع المجتمعي الجديد عبر تربية عملية منظمة ومتواصلة لتنقية وإصلاح الجــهاز المفاهيمي لعناصر الأمة المسلمة التي يراد النهوض بها. فالحضــارة الإســلامية السابقة لا يمكن إحياؤها إلا برجعة للمنظومة المفاهيمية القرآنيــة الأولى التـــي بنيت على أساسها تلك الحضارة، وهذا يعني –ضمن أشياء أخرى– أن إعادة بناء المجتمعات الإسلامية المعاصرة تستلزم إعادة نظر في القاعدة الفكرية التــي تركز عليها، وفي الطريقة التي تكون بها جهازها المفاهيمي – ممــا يســتدعي تفكيكــاً وتركيبــاً كثيراً يقع على عاتق "الثلة الفكرية" التي ستكون "طليعــة الإصلاح" الاجتماعي. ويعني هذا من جهة أخرى أن البرامج السياسية – العسكرية المتعجلة التي لا تولي هذه الناحية اهتمامــاً كافيــاً، سيكون مصيرها الفشل. تهدف هذه الدراسة إذن –وفي ضوء هذا الافتراض– إلى النظر في حركتين من حركات المقاومة المسلحة الفاشلة، أولاهما حركة المقاومة التي قادها الأمــير عبد القادر في الجزائر (1830م)، وثانيتهما حركة الثورة التي قادها عرابي باشــا – في مصر (1882م)، باعتبار أن إخفاقهما لا يرجع إلى نقص في العداد الحــربي فحسب بل يرجع إلى خلل في الإعداد الفكري والروحي للقيادة وللمجتمــع معــاً. هذا الافتراض – إن صح – سيساعدنا في فهم بعض التطورات اللاحقة في التاريخ الإسلامي، ونعني بهذه التطورات التي نحن بصدد الحديث عنها الآن مــا يشار إليه أحيانــا باسم حركة البعث الإسلامية أو حركة الإصلاح الســلفية أو حركة الصحوة الإسلامية المعاصرة. هذه حركات كلها قد تيقظت بفعل الغارة الإمبريالية الأوروبية على العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر. وكلها تلتقــي في إحساس عام وقوي بالخطر الخارجي، وفي إحساس آخر بأن مجتمعات المسلمين الحضاري الذي صار أليه الأوروبيون من جهة، وتتخلف عن مستوى التقــدم الحضاري الذي صار إليه الأوروبيون من جهة أخرى. وإنه، بناء على ذلك، لابد من "رجعة" إلى المثل الإسلامية في القرآن ولابد من "نهضة" للحــاق بركــب الإنسانية المتقدم. ولكن هل صحيح أن المجتمع الإسلامي قد انحط؟ ومنذ متــى؟ وهل توجد مؤشرات موضوعية لذلك الانحطاط؟ ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here