
المنظور الحضاري في دراسة النظم السياسية العربية: التعريف بماهية المنطقة العربية
Author(s) -
منى عبد المنعم أبوالفضل
Publication year - 1997
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v3i9.1953
Subject(s) - medicine
التعريف إشكالية منهاجية
إن محاولة تطوير اقتراب منهاجي للتعامل مع النظم السياسية العربية وصفاً وشرحاً تفسيراً في سياق مقارن، تبتغي تحقيق عناصر التكافؤ المنهاجي ما بين المنهج والنظرية والواقع موضع الدراسة والبحث. إن مثل تلك المحاولة التأصيلية التي تبغي التميز عما هو قائم من خلال تحقيق مقومات الأصالة والملاءمة من ناحية والفعالية والصلاحية في فهم الواقع من ناحية أخرى، لا بد لها من أن تتصف بالجذرية والشمول في صياغتها وتطبيقها حيث يكون لها مسوغ ومشروعية في سياق تعدد الاقترابات والنظريات أو المناهج التي تتعامل مع هذه المنطقة، هذه الجذرية وذلك الشمول يستوجبان البدء في تحديد ماهية الظاهرة موضع البحث وتحقيق مناطها وبيئتها تحديداً بجمع شتات أبعادها ويلم أطرافها وتشعباتها ولا يجتزئ منها ما يسهم في حسن فهمها وكمال تفسيرها.
وهنا تأتي قضية التعريف لا بوصفها قضية مصطلحية لغوية غايتها وضع ألفاظ بإزاء معان محددة، ولكنها عملية معرفية من ناحية ومنهجية من ناحية أخرى. فكونها قضية معرفية يرجع إلى أن تعريف الظواهر الاجتماعية والإنسانية ليس مجرد وصف، أو تسمية، أو إطلاقٍ لاصطلاح معين يحتج بإزائه أنه لا مشاحة في الاصطلاح، وإنما هي عملية تتعلق بكمال معرفة الحقيقة وتمامها كما هي. فالتعريف هو وضع ظاهرة في وعاء لفظي أو مفهوم، بحيث يبقى المفهوم ماثلاً في الأذهان وتعود الظاهرة من حيث أتت، ومن ثَمَّ يصبح اللفظ أو المفهوم هو الوكيل أو النائب المتحدث باسم تلك الظاهرة أو الحقيقة، وقد لا يكون كذلك، بل يكون المفهوم قد شوهها، أو حذف منها، أو أضاف إليها، أو أحدث تعديلاً في عناصرها، أو جعل المستقل فيها تابعاً والتابع مستقلاً، أو وضع أسبابها محل نتائجها، ونتائجها في موضع أسبابها، أي أنه ليس عملية فنية محضة، وإنما هو ينطوي على عملية معرفية يتوقف عليها إدراك الظاهرة والإحاطة بها، وكذلك تتوقف عليها جميع العمليات الأخرى النظرية والمنهجية والتفسيرية... إلخ، التي ترتبط بالظاهرة موضع التناول ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.