
عربية عصر الاحتجاج كما يُصوِّرُها ابن خلدون: أوحدة لغوية أم ازدواج؟
Author(s) -
محمّد ربّاع
Publication year - 1998
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v3i12.1887
Subject(s) - computer science
القضية وأبعادها
تتَّخذُ هذه الدراسةُ من العربية التي تَنَـزَّلَ في زمنها القرآنُ الكريمُ واقعاً للمعاينة والوصف، وتسْتندُ في ذلك إلى مؤشرات دالَّة، أصَّلها ابن خلدون في مقدِّمته.
ويُعنى بمثل هذا الواقع لأنَّه يرتبط بالقرآن وإعجازه المتَّصل بلغةِ من فيهم تنَزَّل: أكانَ على وَفْق كلامهم كلّهم، ومن جنسِهِ، أم كان على قدِّ نمطٍ مخصوص، لا تحيط به إلا مدراك نفر منهم وحسب؟ ثمَّ إنه الواقع الذي ظلَّ مُجسّداً في نصوص العربية التي اتُّخذت معياراً للصواب اللُغويِّ، وموجِّهاً للنظرية النحويّة واجتهادات علمائها، وهو الواقع الذي نسعى إلى التشبُّث بصورته والنبعاثه؛ إحياءً له فينا، وحياةً لنا به. وهو، من بعدُ، ذلك الواقع الذي تمادت أخيلة المحدّثين فيتصوره وتصويره، على غير ما كان، فجرَّ ذلك دراستهم إلى شيء من اضطراب كثير، فجارت على آراء القدماء وجهودهم، وأنـزلتها منـزلة الاتهام.
لم يمار العرب أحدٌ طوال عصور العربية، في أنّ القرآن جاء لساناً عربياً مُتحدِّياً العرب كلَّهم، وفي الوقت ذاته، لم يدَّع من أولاء أحدٌ، تصريحاً أو تلميحاً، أنَّ العربية كانت تعيش وضع ازدواج في عصرها الموسوم بعصر الاحتجاج اللغوي، الذي يمتدُّ إلى منتصف المائة الثانية في الحاضرة، وإلى أواخر الرابعة في البادية، وكان ذانكم التاريخان، كلٌّ في بيئته، بداية تحوُّل غير منكور نحو ازدواج لغويّ.
وعلى نحو مفارق ذلك الوصف، مفارقة تصلُ إلى حدِّ القطيعة والتضادِّ، غلب على الدارسين المحدثين تخمين –على حد عبارتهم- طاغ مسيطر، أن العربية، إذ ذاك، كانت عربيَّتين: العربية المشتركة او الأدبية أو النموذجيَّة، وعربية الحياة اليومية، أو غير الأدبية، التي كان يتخاطب بها أفراد المجتمع في حياتهم اليومية العادية في أحاديثهم المرسلة. والأُولى –لديهم- هي لغة الأدب والمحافل، وبها نـزل القرآن الكريم، وكُتب الشعر، وأُلقيت الخطب والمواعظ،[1] وهي –عند بعضهم- بمستوى راق، ليس ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.