دراسة المفاهيم من زاوية فلسفية

سؤال أطرحه على نفسي -ولا شك في أن غيري يطرحه كذلك- كلما رأيت خلطاً بين المعاني عند الكتاب أو المتحاورين، وهو: ما العلة في حياتنا الفكرية؟ وفي كل مرة يأتيني الجواب: العلة هي غموض الأفكار أو المفاهيم تارة، أو تحريفها تارة أخرى. وفي هذا البحث محاولة لإلقاء أضواء شارحة على هذا الجواب. يمكن النظر إلى المفاهيم من زوايا متنوعة، كما يمكن دراستها بطرائق ومناهج متعددة، إذ يمكن دراستها من منظور لغوي أو نفسي أو فلسفي، وهلم جرا. وسأحاول النظر إلى المفاهيم من زاوية فلسفية، وبخاصة من الناحيتين الدلالية والمعرفية (الإبستمولوجية). وسأصرف النظر عن الناحية الوجودية (الأنطولوجية) التي يجسدها السؤال: هل تتمتع المفاهيم بوجود ما؟ وإذا كانت توجد فأين توجد؟ والحق أن هناك اتجاهات ومذاهب كثيرة في تبيان ماهية الفلسفة ووظيفتها. وأبرز هذه الاتجاهات في عصرنا ما يسمى "بالفلسفة التحليلية"، ويأتي في طليعة فلاسفة هذا الاتجاه مور ورسل وفتجنشتين وأوستن ورايل وغيرهم. ومهمة الفلسفة عند هؤلاء الفلاسفة توضيح المفاهيم والأفكار عن طريق تحليل العبارات التي تصاغ فيها هذه المفاهيم، وقد يكون التحليل منطقياً خالصاً أو فلسفياً أو لغوياً. ولعل من بين أهم الفوائد التي يمكن أن يجنيها الفكر الإنساني من هذا الاتجاه إلزام المشتغلين بالفكر بالتحديد الدقيق لكل ما يعرضونه من مفاهيم وأفكار. يتناول الجزء الأول من هذا البحث ضرورة توضيح المفاهيم، أما الجزء الثاني فيقدم تحليلاً لبنية المفهوم يميز بين العناصر الأساسية والعناصر الإضافية في هذه البنية، ويأتي الجزء الثالث ليربط توضيح المفاهيم بنظرية المعنى على أساس أن المفهوم الواضح هو الذي يحتوي على معان واضحة يمكن إدراكها بسهولة ويسر، ويستلزم هذا شرحاً لأبرز نظريات المعنى. وسيمكننا توضيح المفاهيم وشرح علاقتها بنظرية المعنى من رصد بعض الظواهر المفهومية والدلالية مثل "الحراك المفهومي" و"الاحتلال المفهومي" و"تغيير المعنى" و"تحريف المعنى" و"القلق الدلالي" ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.