z-logo
open-access-imgOpen Access
ملامح الفكر السياسي للشيخ الغزالي
Author(s) -
محمد وقيع الله
Publication year - 1997
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v2i7.1991
Subject(s) - chemistry
عاش الشيخ محمد الغزالي (1917م-1996م) عمراً مديداً أنفق قسطاً وافراً منه في الكتابة، وخلّف ما يفوق تعداده الخمسين كتاباً في شتى قضايا الفكر الإسلامي، أبرز فيها الأبعاد الاجتماعية الحقيقية للإسلام. وكان أول ما صدر له كتاب الإسلام وأوضاعنا الاقتصادية، وكان من آخر كتبه –تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل- ليعالج إحدى الآفات في حقل الدعوة وهي آفة التصلُّب العقلي، وليطبق أصول الفقه الإسلامي على بعض القضايا المستجدة والخلافية، ونـزع فيه إلى اتخاذ منهج أصولي معتدل يكفكف به من غلواء بعض المتفقهين وتطرفهم، ويصفي به بعض محاور الجدل الحاد في الشأن الاجتماعي. وفي كل إنتاج الشيخ الغزالي كانت سمة الاجتهاد والتجديد حاضرة واضحة، سواء في تركيبه للأفكار، أو في أسلوبه في الطرح والحوار، أو في الوعاء اللغوي الأنيق الذي استخدمه لبث تلك الأفكار. وعلى مدى نصف قرن ونيف من جهاده الفكري، هبت في وجهه مختلف الجبهات المتناقضة في تفكيرها، والمتحدة من حيث اعتراضها على أفكاره ومنطلقاته التجديدية. وقد كانت اصطداماتٍ عنيفة حقاً إذ لم يكن الشيخ هو الآخر ممن ينحتون للعواصف، أو يتلطفون في العراك الفاصل؛ ودارت رحى جدال عنيف حام، أصلى فيه الشيخ معارضيه من العلمانيين وأولياء الجمود والتبعية –مثلما أصلوه- من قارص القول وحديد الكلم. ولكن المعركة انجلت في النهاية عن انتصار بيِّن لصالح الفكر التجديدي المستقبلي الذي نافح عنه الشيخ، وانكسار واضح لقواعد الجمود والتقليد وتيارات الغزو الفكري، التي توطدت في بلادنا منذ زمن بعيد. ولقد كان ذلك البلاء الفكري هو بعض ما أهله لأن تعده الدكتورة إيفون حداد إحدى خيرات الفكر الإسلامي في الغرب –واحداً من أقوى العلماء الذين تصدوا لغزوة الأفكار الغربية الحديثة التي كان من الممكن –كما قالت- أن تصيب الإسلام بمثل ما أصابت به المسيحية واليهودية في أوربا.[1] لقد كانت اجتهادات الشيخ الغزالي السياسية هو الثمرة الناضجة لجهود المدرسة الإصلاحية التي بدت بوجه سياسي سافر على يد جمال الدين الأفغاني، ثم اتخذت منهجاً تربوياً تعليمياً تكوينياً متأنياً على يد محمد عبده، ثم عادت على يد رشيد رضا ومدرسة المنار لتشتغل في إطار العلوم الشرعية مع الاهتمام بقضايا العالم الإسلامي السياسية.[2] وقد كان لمدرسة المنار ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.  

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here