
تصور الطبيعة البشرية من منظور نفسي مقارن
Author(s) -
مصطفى عشوي
Publication year - 1996
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v2i6.1997
Subject(s) - psychology , sociology
كتبت عشرات الكتب حول موضوع الطبيعة البشرية وخاصة باللغات الأجنبية، ولكن أغلبها كان من منطلق فلسفي أو خلقي أو من كليهما، أو من منطلق ديني. ومن الواضح أن الدراسات التي تناولت هذا الموضوع من الناحية النفسية قليلة جداً حتى في الغرب، وغالباً ما تكون هذه الدراسات تمهيداً لدراسة نفسية الشخصية الإنسانية أو علم النفس الاجتماعي. ويورد بعض الباحثين مثل رايتسمان (Wrightsman, 1992) أسباب عدم اهتمام النفسيين بهذا الموضوع إلاّ مؤخراً، وتتمثل أهم هذه الأسباب في:
1- كان علماء النفس الغربيون يعتقدون بأن تفسير السلوك بمفهوم "الطبيعة البشرية" عملية لا طائل من ورائها. وأن عامة الناس هم الذين يعمدون إلى تفسير السلوك على أنه جزء من الطبيعة البشرية لا غير.
2- لم يكن علماء النفس الغربيون يهتمون بما يسمى "عالمية السلوك الاجتماعي" كما تبين ذلك دراسات علم النفس بين الثقافات (المقارن) (Cross-cultural psychology)إلا مؤخراً.
بل إنّ الاهتمام كان منصباً على دراسة السلوك الاجتماعي في إطار الثقافة الغربية بدلاً من دراسة السلوك البشري في إطار الانتماء للجنس البشري.
3- تركيز الباحثين النفسيين على دراسة علم النفس الاجتماعي التجريبي، وعلى دراسة المفاهيم التي يمكن تحديدها ودراستها دراسة إجرائية (عملية) بدلاً من المفاهيم الفضفاضة التي كان علم النفس الغربي يتحاشى دراستها. وهذا ما جعل البحث المخبري هو السائد في الدراسات النفسية الغربية يوصفه جزءاً مهمّاً من الدراسات (الإمبيريقية) بأنواعها: الوصفية والتجريبية.
ومهما يكن، فإن الباحثين الغربيين سواء كانوا فلاسفة أم اجتماعيين أم نفسانيين قد أصبحوا يولون موضوع "الطبيعة البشرية" اهتماماً متزايداً. وهذا ما يتجلى من الدراسات العديدة التي كتبت مؤخراً حول هذا الموضوع مثل كتاب Stevenson سنة 1990، وكتاب Wrightsman سنة 1992 وكتاب Schultz سنة 1994. وقد درس هؤلاء الكتاب موضوع الطبيعة البشرية من زوايا مختلفة بعضها فلسفي، وبعضها "سيكولوجي" أو "سوسيولوجي" وبعضها الآخر "أنثروبولوجي" وتطوري ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.