Open Access
الفكر الغربي: مشروع رؤية نقدية
Author(s) -
عبد الوهاب المسيري
Publication year - 1996
Publication title -
al-fikr al-islāmī al-muʿāṣir
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2707-5168
pISSN - 2707-515X
DOI - 10.35632/citj.v2i5.2015
Subject(s) - materials science
يمكن أن نقرر ابتداءاً أن العقل العربي الإسلامي في العصر الحديث قد دخل -نتيجة لظروف عديدة- حلقة مفرغة ستزيد من تفككه وتآكله وتقويض ثقته بنفسه وضمور إبداعه. فالنهضة أصبحت تعنى -بالنسبة للكثيرين- اللحاق بالآخر (الغرب) والابتعاد عن الذات والتراث، بل وإعادة صياغتهما مما يتفق مع المقاييس الغربية. والجهد المعرفي الوحيد للمشروع هو نقل ما يقوله الآخر إما دون اجتهاد أو بقليل من التعديل والتحوير. وهذا يؤدي إلى مزيد من الاعتماد المعرفي على الآخر والتبعية المعرفية له والركض وراءه.
ولذا لا غرو أن الإنسان العربي المسلم لم يأت بمعرفة جديدة في العصر الحديث، ولم يؤسس علوماً ذات بال، ولم يسهم في إثراء الفكر الإنساني. ولا يمكن للإنسان المسلم أن يبدع ويولد معارف حديثة من تراثه ونماذجه المعرفية إلا بعد أن يتحرر من قبضة الغرب عن طريق ما نسميه بالمحور النقدي للمشروع الحضاري الإسلامي.
وأعتقد أن كل من يود أن يطور مشروعاً معرفياً حضارياً مستقلاً عليه أن يبدأ –شاء أم أبى- بنقد المشروع الغربي نظراً لذيوعه وهيمنته.
ويمكن لهذه العملية النقدية أن تنجز ما يلي:
1- تأكيد نسبية الغرب:
إذا كان الغرب قد تحول إلى مطلق فيجب أن يستعيد نسبيته وتاريخيته وزمنيته، وإذا كان يشغل المركز، فيجب أن يصبح مرة أخرى عنصراً واحداً ضمن عناصر أخرى تُكوّن عالم الإنسان، وإذا كان يعتبر نفسه عالمياً وعاماً فيجب أن نبين خصوصيته ومحليته... أي: أن الغرب يجب أن يصبح "غربياً" مرة أخرى لا "عالمياً"، وهذا لا يمكن أن يتم إلا باستعادة المنظور العالمي المقارن، بحيث يصبح التشكيل الحضاري الغربي تشكيلاً حضارياً واحداً له خصوصيته وسماته، تماماً مثلما لكل التشكيلات الأخرى خصوصيتها وسماتها.
والمنظور المقارن لا يعني علاقة التأثير والتأثر الشائعة في الدراسات الجامعية، وإنما يعني محاولة الوصول إلى رؤية عالمية حق من خلال مقارنة البنى والأشكال الحضارية المختلفة التي تَعاَمَلَ الإنسان من خلالها مع العالم، فأبدع أشكالاً حضارية ...
للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.